قصة قصيرة
أحلام كانت
هناك فتاة معلقة بين السماء والأرض ،كانت تشتاق لرحيلها فنالت ما تمنت ،ولكن رحيل
لم ترتح فيه قط ، روحها فأنت قبل ذلك بكثير . تتناثر منها قطرات من الدماء كأنها
تتحول إلى مطر من كثرة من لاقت في حياتها من موت في كل مرة تفنى حياتها بأكثر من لغة
كلما حلمت . كانت تتساقط قطرات الدماء فتحول الأفراد
إلى حقيقتهم وما يعانون منه أمراض نفسية التي تدخلت في حياتها في أكثر من مرة .
أمراض مكبوتة في أجسامهم تلقي الناس في تابوت أحلامهم . وأول من تحولت حقيقته هو أبوها الذي
كان مصابا بعقد ليس لها حد والأفكار منذ ولادتها كان يكرهها فمجتمعه يرى الفتاة
لابد أن تدفن قبل أن تولد ، لابد أن تتعرض للانتقاد كثيرا حتى تدفن قبر أحلامها
بنفسها ، أنها بمثابة قطعة الأثاث التي يجب أن تستأذن قبل أن تتحرك ، وأنها لابد
أن ترى ذلك حتى لا تتأذى ، بالإهانة والتوحش حتى تتمنى الانتحار بنفسها . أبوها
الذي سجنها فملأها بالوحدة والخوف حتى تحولت كالشبح يتنقل بين الجدران فقد كانت
فتاة في العشرينات من عمرها كانت تحلم بفارس أحلامها الذي كان يحقق لها أحلامها
المكبوتة في بيت أبيها الذي كان لابد أن يعالج ألف مرة عما ما فعله في ابنته التي
كانت تعرف أن هناك فرصة في كل مرة تموت فيها لتحيا وكان الفارس هو الحلم الوحيد
لها بعدما قضى أبوها مثلها الأعلى على كل أحلامها ولكن الحقيقة سبقت كل شيء فهو
الشاب الذي تمت تربيته على أن يتزوج فتاة فتصبح خادمة مثل أي فتاة في هذا المجتمع
تلبى ما تطلبه وتطيعك كأنها طفلة في الرابعة من عمرها ، فهي فتاة لا يوجد لها
كبرياء ، ممنوع تخرجي ، ممنوع تشوف أصحابك ، ممنوع تشتغلي عشان الشغل مش مهم بالنسبة
لك ، فالفتاة في مجتمعي أحلامها توجد منفى ، فأحلامها نزلت عليها اللعنة .Yoya Ramadan
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق