"موت"
نمر بالكثير من اللحظات والمواقف في الحياة
لحظات فرح وأخرى حزن،تفاؤل وتشاؤم،
أمل ويأس، طموح وإحباط.....
والكثير من اللحظات والمواقف التي تعصف بنا
يمر الكثيرون منا بلحظات عصيبة قاسية
نتذكرها جيداً لقسوتها وشدتها علينا
لا يسعنا إلا أن نطلق عليها "موت"
نجد حياتنا وكأنها سلسلة من الأحداث
أحداث متلاحقة مستمرة سريعة عابرة
تمر أمام أعيننا منذ الصغر وحتى الآن
نتذكر الحياة بكل تفاصيلها الدقيقة
نتذكر الأحداث والأشخاص والأماكن
نستشعرها كطيف يمر أمامنا كلمح البصر
نشعر فيها بقرب فقدان كل شيء
فقدان ذواتنا،أحاسيسنا،ماضينا وحاضرنا
ومستقبلنا،أحلامنا وطموحاتنا
نشعر بأرواحنا تفارق أجسادنا ببطء شديد
تستعيد ذاكراتنا كل ما مضى
وتذهب إلى المستقبل البعيد
نرى فيه أحلامنا وآمالنا
نراها مازالت لم تتحقق بعد
ونعود لحاضرنا الذي أوشكنا على فقدانه
نسمع الأصوات،نشتم الروائح،نرى الوجوه
الأصوات تدور في رؤوسنا
الروائح تداعب رئاتنا
الوجوه تمر أمام أعيننا
لقد اقترب الموت وسنترك كل شيء خلفنا
نتركه ونذهب بعيداً إلى ما لا نريده أبداً
ولم نرده يوماً أو نطمح إليه
نذهب إلى حياة أخرى غير التي نعيش
حياة لا نرغبها ،لا نريدها
لن نكون فيها نحن ،بل سنكون آخرين
آخرين مختلفون عنا ، لا نعرفهم
ولا يربطنا بهم شيء سوى ملامحهم
التي بالكاد سنتعرف عليها لشدة اختلافها
وكثرة ما اعتراها من تغيرات
وفجأة نكتشف أنها لحظة "موت" مزيفة
زيفها في تركنا لحاضرنا للذهاب لحاضر آخر
حاضر يختلف عنا لا يمثلنا في شيء
حاضر ينسينا ما نحن عليه وما نريد
حاضر يجعلنا كالأموات
وكأجساد متحركة بلا أرواح
فترك الحياة من أجل حياة أخرى مزيفة
ليس إلا "موتا"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق