قصة
قصيرة
موت
أول قصة قصيرة لي
(قصة موت لم يكتبها قلمي و رفضتها سطوري)
يجلس بمفرده كالعادة و لكن اليوم هو ليس كالعادة فهو يشعر بغضب يجبر جدران زنزانته على الصراخ بداخله
يجهل حقيقته يجهل لما جاءت به الدنيا هنا يتساءل إلى متى ستصمد يا أنا؟
إلى متى ستبحث عما تبقي بداخلك من مشاعر تنبض
يسند ظهره إلى كرسيه ليغوص في ماضيه فهو لن يظل هكذا لفترة أطول ،لن ينتظرها كثيرا،فمنذ 5 ساعات و هو مازال يجلس على مقعده يتأمل قلمه الذي أصبح هو الأخر لا مباليا من شدة الألم
يصرخ فيه بأفكاره فيرد عليه بدفنها في القبو و يبتسم ولا يخضع لإرادة ورقته
الماضي
المكان صور من الذكريات أخذت بالتلاشي
الزمن اللامنتهي فهي أحداث غطى عليها عبق الزمان و لكنها في ذاكرته كأنها اليوم لدرجة انه لا يعرف أن كان مستيقظ أم يحلم!
طفل يجري و يلعب لم يكمل السبع سنين بعد طفل يرى الجمال في كل شيء طفل ينتعش خياله بمجرد زيارته لأرض أبيه الزراعية حينما يرافقه إليها و لكن آخر رحلة لهما كانت مخيفة فقد جعلت البرد يتسرب إلى جسده و الخوف يتدفق في عقله
كان يسير بجوار أبيه في نصف الليل في أرض زراعية ساد عليها اللون الأسود من شدة الظلام و لكن كان هناك رفيق ثاني معهما انه القمر فحينما نظر للقمر و هو بدر ارتجف جسده و امسك بيد أبيه فقد شعر بقربه شعر بأنه ينتظر لا يعلم من اخبره قد يكون صديقه القمر و لكن حتى إن لم يكن هو فذلك لا ينفي انه يشعر باقترابه منهما
نعم هو خوفه الأكبر الذي لم يكن قد مر سوى أشهر على لقاءهما الأول فذهب بذاكرته لذلك اليوم
يسير بمفرده في الشارع لم يعتد السير فيه بدون عائلته و لكن كانت معه صديقته التي ترافقه منذ سنتين حينما كان عمره لا يتعدى 4 سنوات فاخذ يمرر يديه بين خصلات شعرها الناعم و هي تشعر بالأمان لدفء صدره كان يحملها و يسير ،كل ما عليه فعله هو أن يقطع 10 أمتار و يحضر شيئا من عند البقال لوالدته و يعود أدراجه و لكن بعد ما يقارب السبع أمتار سمع نباحه فقد قرر أن يقابله لأول مرة في حياته على هيئة كلب فانتفضت قطته لتقفز على الأرض و تقف أمامه و كأنها نمر يدافع عن صديقه ببسالة
لم يدر ماذا يفعل ! ، هو لم يكن يتوقع أن هذا الكلب هو ،المجهول، فظل حائر بلا حراك حتى شاهد بأم عينيه قطته بين فكي الكلب فنظر للكلب نظرة صارمة في عينيه مباشرة ليجد الكلب يتلذذ بخوفه و ارتجافه ولا يبالي لتلك النظرة و لكنه قد تركها ورحل ليتركهما بمفردهما للمرة الأخيرة
عشرون دقيقة مميتة تسير ببطء مهول لا ينتبه فيها احد المارة إليهما يبدو أنهم لا يريدون قطع اتصال روحهما الأخير ، عشرون دقيقة تمر ولا يحدث سوى حديث لا تسمعه الأذن فهو حديث العيون
كانت قد نظرت إليه نظرة نجدة و استغاثة و من ثم شفقه و حسرة لتنهي حياتها بنظرة وداع قاسية
ظلت تؤلم قلبه الصغير لشهور و سيظل لابد يتذكرها و ها هي الأشهر تمر ليعود ليقابله للمرة الثانية
ولكن هذه المرة و هو برفقة أبيه ، بعد أن امسك بيد أبيه مرتجفا نادي عليه : أبي إلى أين نذهب؟!
سنذهب لزيارة جدك يا بني
الم تخبرني بأنه لم يزرك منذ سنين طويلة
نعم بني و لكن يجب أن أراه معك لأستشيره في أمر ما
صمت الطفل و استمر في السير حتى توقف والده عند مباني قديمه شبه متهالكة يتذكر أن أخته قد أخبرته من قبل أنها تدعى المقابر و يسكن بداخلها من يسافر سفر بلا عودة لأنه هناك يستعد لدخول الجنة ، مكان الجمال الذي لم تدركه عين قط ، أهنا يسكن جدي ؟ تساءل الطفل ببراءة
نعم اصمت قليلا و دعني أتحدث معه
صمت الطفل مجددا ليجده عاد من جديد على هيئة غراب يجلس أمام القبر ينظر لعيني الطفل مباشرة
و كأنه يعده أن يكون رحيما به هذا اليوم لما رأى من توسل في عيني الطفل ، أغمض الغراب عينيه ليفتحها مرة واحدة ليفاجئ الطفل الذي تتراجع قدماه للخلف و تتعثر ليشعر بالسقوط
خرج من ذكريات طفولته ليستمر بالشعور بالسقوط و لكن هذه المرة يشاهده حوله في كل مكان و لحظة
فأثناء السقوط شاهده في كل لقاءاتهما معا التي لم تكن بقليلة و لم يكن فيها رحيما إطلاقا
يستمر الشعور بالسقوط يتزايد ليجد نفسه مرتطما بالأرض في مكتبته الخاصة بالبيت الذي يعتبره زنزانة الذكريات ، اعتدل سريعا و امسك بيده قلمه ليقرر أن يستدعي ربة الإلهام إليه حتى و إن كانت ترفض المجيء وان كانت شدة لامبالاتها تجعل خياله أرضا بورا ففي آلامه انهار تتدفق من الذكريات
تمسك بقلمه جيدا و كأنه يتشبث بحبل نجاة ليحاول أن يقيم حروفه على صورة كلمات لتخلد آلامه
ولكن ورقته رفضت حبره يبدو انه نسي وعده لها بالا يكتب شيء من ذاكرته فهي مؤلمة و يكتفي بخياله ولكنه كعادته لا يفي بوعوده فأرسل قلمه في رحلة قصيرة في الهواء ليرتطم بجدار الحائط و يفكر دموع الكاتب كلماته و لكن ورقته ترفض حبره فأخذت عيناه تذرف دماء و ازداد السوء بلة حينما انهمرت الدموع من عينيه عند تذكره أباه الذي زاره خوف الطفل بعد تلك الليلة بقليل
ها هو ينكث وعده الوحيد الذي استطاع الحفاظ عليه و هو ألا يبكي على والده
فنهض و احضر سكين و قال بصوت عال إن لم تأت الآن سأجبرك على المجيء
أنا انتظرتك كثيرا و قد نفد صبري هل تعتقد انك مازلت تتركني على قيد الحياة
ارتفع صوته صارخا " كلا فأنت قد سحبت روحي حينما سلبت مني أجمل ما كنت امتلك يوما بعد يوم "
الكاتب الصغير / عامر سعيد محمد عامرAmer Saed
#الطوفان_التاسع
موت
أول قصة قصيرة لي
(قصة موت لم يكتبها قلمي و رفضتها سطوري)
يجلس بمفرده كالعادة و لكن اليوم هو ليس كالعادة فهو يشعر بغضب يجبر جدران زنزانته على الصراخ بداخله
يجهل حقيقته يجهل لما جاءت به الدنيا هنا يتساءل إلى متى ستصمد يا أنا؟
إلى متى ستبحث عما تبقي بداخلك من مشاعر تنبض
يسند ظهره إلى كرسيه ليغوص في ماضيه فهو لن يظل هكذا لفترة أطول ،لن ينتظرها كثيرا،فمنذ 5 ساعات و هو مازال يجلس على مقعده يتأمل قلمه الذي أصبح هو الأخر لا مباليا من شدة الألم
يصرخ فيه بأفكاره فيرد عليه بدفنها في القبو و يبتسم ولا يخضع لإرادة ورقته
الماضي
المكان صور من الذكريات أخذت بالتلاشي
الزمن اللامنتهي فهي أحداث غطى عليها عبق الزمان و لكنها في ذاكرته كأنها اليوم لدرجة انه لا يعرف أن كان مستيقظ أم يحلم!
طفل يجري و يلعب لم يكمل السبع سنين بعد طفل يرى الجمال في كل شيء طفل ينتعش خياله بمجرد زيارته لأرض أبيه الزراعية حينما يرافقه إليها و لكن آخر رحلة لهما كانت مخيفة فقد جعلت البرد يتسرب إلى جسده و الخوف يتدفق في عقله
كان يسير بجوار أبيه في نصف الليل في أرض زراعية ساد عليها اللون الأسود من شدة الظلام و لكن كان هناك رفيق ثاني معهما انه القمر فحينما نظر للقمر و هو بدر ارتجف جسده و امسك بيد أبيه فقد شعر بقربه شعر بأنه ينتظر لا يعلم من اخبره قد يكون صديقه القمر و لكن حتى إن لم يكن هو فذلك لا ينفي انه يشعر باقترابه منهما
نعم هو خوفه الأكبر الذي لم يكن قد مر سوى أشهر على لقاءهما الأول فذهب بذاكرته لذلك اليوم
يسير بمفرده في الشارع لم يعتد السير فيه بدون عائلته و لكن كانت معه صديقته التي ترافقه منذ سنتين حينما كان عمره لا يتعدى 4 سنوات فاخذ يمرر يديه بين خصلات شعرها الناعم و هي تشعر بالأمان لدفء صدره كان يحملها و يسير ،كل ما عليه فعله هو أن يقطع 10 أمتار و يحضر شيئا من عند البقال لوالدته و يعود أدراجه و لكن بعد ما يقارب السبع أمتار سمع نباحه فقد قرر أن يقابله لأول مرة في حياته على هيئة كلب فانتفضت قطته لتقفز على الأرض و تقف أمامه و كأنها نمر يدافع عن صديقه ببسالة
لم يدر ماذا يفعل ! ، هو لم يكن يتوقع أن هذا الكلب هو ،المجهول، فظل حائر بلا حراك حتى شاهد بأم عينيه قطته بين فكي الكلب فنظر للكلب نظرة صارمة في عينيه مباشرة ليجد الكلب يتلذذ بخوفه و ارتجافه ولا يبالي لتلك النظرة و لكنه قد تركها ورحل ليتركهما بمفردهما للمرة الأخيرة
عشرون دقيقة مميتة تسير ببطء مهول لا ينتبه فيها احد المارة إليهما يبدو أنهم لا يريدون قطع اتصال روحهما الأخير ، عشرون دقيقة تمر ولا يحدث سوى حديث لا تسمعه الأذن فهو حديث العيون
كانت قد نظرت إليه نظرة نجدة و استغاثة و من ثم شفقه و حسرة لتنهي حياتها بنظرة وداع قاسية
ظلت تؤلم قلبه الصغير لشهور و سيظل لابد يتذكرها و ها هي الأشهر تمر ليعود ليقابله للمرة الثانية
ولكن هذه المرة و هو برفقة أبيه ، بعد أن امسك بيد أبيه مرتجفا نادي عليه : أبي إلى أين نذهب؟!
سنذهب لزيارة جدك يا بني
الم تخبرني بأنه لم يزرك منذ سنين طويلة
نعم بني و لكن يجب أن أراه معك لأستشيره في أمر ما
صمت الطفل و استمر في السير حتى توقف والده عند مباني قديمه شبه متهالكة يتذكر أن أخته قد أخبرته من قبل أنها تدعى المقابر و يسكن بداخلها من يسافر سفر بلا عودة لأنه هناك يستعد لدخول الجنة ، مكان الجمال الذي لم تدركه عين قط ، أهنا يسكن جدي ؟ تساءل الطفل ببراءة
نعم اصمت قليلا و دعني أتحدث معه
صمت الطفل مجددا ليجده عاد من جديد على هيئة غراب يجلس أمام القبر ينظر لعيني الطفل مباشرة
و كأنه يعده أن يكون رحيما به هذا اليوم لما رأى من توسل في عيني الطفل ، أغمض الغراب عينيه ليفتحها مرة واحدة ليفاجئ الطفل الذي تتراجع قدماه للخلف و تتعثر ليشعر بالسقوط
خرج من ذكريات طفولته ليستمر بالشعور بالسقوط و لكن هذه المرة يشاهده حوله في كل مكان و لحظة
فأثناء السقوط شاهده في كل لقاءاتهما معا التي لم تكن بقليلة و لم يكن فيها رحيما إطلاقا
يستمر الشعور بالسقوط يتزايد ليجد نفسه مرتطما بالأرض في مكتبته الخاصة بالبيت الذي يعتبره زنزانة الذكريات ، اعتدل سريعا و امسك بيده قلمه ليقرر أن يستدعي ربة الإلهام إليه حتى و إن كانت ترفض المجيء وان كانت شدة لامبالاتها تجعل خياله أرضا بورا ففي آلامه انهار تتدفق من الذكريات
تمسك بقلمه جيدا و كأنه يتشبث بحبل نجاة ليحاول أن يقيم حروفه على صورة كلمات لتخلد آلامه
ولكن ورقته رفضت حبره يبدو انه نسي وعده لها بالا يكتب شيء من ذاكرته فهي مؤلمة و يكتفي بخياله ولكنه كعادته لا يفي بوعوده فأرسل قلمه في رحلة قصيرة في الهواء ليرتطم بجدار الحائط و يفكر دموع الكاتب كلماته و لكن ورقته ترفض حبره فأخذت عيناه تذرف دماء و ازداد السوء بلة حينما انهمرت الدموع من عينيه عند تذكره أباه الذي زاره خوف الطفل بعد تلك الليلة بقليل
ها هو ينكث وعده الوحيد الذي استطاع الحفاظ عليه و هو ألا يبكي على والده
فنهض و احضر سكين و قال بصوت عال إن لم تأت الآن سأجبرك على المجيء
أنا انتظرتك كثيرا و قد نفد صبري هل تعتقد انك مازلت تتركني على قيد الحياة
ارتفع صوته صارخا " كلا فأنت قد سحبت روحي حينما سلبت مني أجمل ما كنت امتلك يوما بعد يوم "
الكاتب الصغير / عامر سعيد محمد عامرAmer Saed
#الطوفان_التاسع
احسنت يا عامر
ردحذف