الثلاثاء، 3 مايو 2016

موت | Amal Ahmad



فئة؛ موت
ما الأحزن من موت شاب في ربيع العمر، وفى مقتبل الحياة، رحل فجأة دون إنذار، وخلف من بعده أمًا، كان هو وأخوته كل همها بالحياة، وخلف أخوة منهم الكبير الذي يحمل مسئولية الأسرة، ومنهم الصغير الذي مازال يكون وجهة نظره عن تلك الحياة.
ما الذي يصف شعور أم ترى أمامها موت من عاشت من أجله سنين العمر وضحت بأجملها، كانت تشيع من عمرها 24 عامًا؛ مضوا في عرقٍ وكفاح .. وتبخروا في لحظة.

بعد وفاة الزوج، ما الأصعب سوى رحيل جزءًا من صلبه، أن تعانى فراق الزوج في صبر، ملتمسة الجزاء الحسن فيما بعد، أن تضحى بشبابها لتربية أبنائها، ليرحل أحدهم في غفلة من الزمن، وتذوق مرارة الفقد للمرة الثانية، وليعيش إخوته مرارة الفقدان على مرأى من عقولهم للمرة الأولى؛ أن يموت الأخ، يعنى أن ينكسر ضلعًا من ضلوعك، وركنًا من ذكرياتك، وجزءًا من طفولتك، أن لا تضحك بكامل قواك حين تتذكر لعبكما معًا، أن تنقص مائدة الطعام فردًا ، وأن ينقص اجتماع الأسرة روحًا، أن لا تتحدث عن طرائفه أمام أصدقائك مرة أخرى، فيقل من حديثك جزءًا..

كم تأخذنا أيها الموت من أنفسنا شيئًا فشيئًا.. إنهم يرحلون ولا يعلمون كيف سنصبح من دونهم.. إنهم يتمون حياتهم بالموت في هدوء في حين أن حياتنا تنقص بموتهم.. إنهم يرتاحون من عبأ الحياة بينما تتثاقل أعبائنا بغيابهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تابعنا على الفيس بوك

آخر التعليقات

أتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *