الثلاثاء، 3 مايو 2016

حوار مع مسافرة | Mahamad Taha



شعر فصحى...
 قصيدة بعنوان حوار مع مسافرة
ورأيْتها بالْليْل تمْشىْ حائرةْ
بيْن الْدّروْب في سماءٍ ممْطرةْ
والْبدْر كان بنوْرهِ متباهياً
بيْن الْحقوْل الْزّاهيات الْعاطرةْ
كانتْ ليالي الْحبّ تمْرح حوْلها
والْكوْن يرْسمها عيوْنٍ ساحرةْ
فسألْتها منْ أيْن أنْتِ قادمةْ
فجاوبتْ أناْ هناْ بالْقاهرةْ
فسألْتها ما الاسم يا محْبوْبتي
حتَى أقوْل الْشّعْر فيْكِ وأنْشرهْ
فجاوبتْني لا تسلْ عنْ اسمنا
ما جئْت هذا الحي إلّا عابرةْ
غداً سأمْضىْ فاسْترحْ ولا تسلْ
غداً أكوْن بالْسّماء مسافرةْ
لكنّ في عيْنيْك بعْض مسائلٍ
هيّا اخبريني لا تكوني ثائرةْ
هذى الْعيوْن الْعاشقاتِ أرىْ بها
سرٌّ كبيْرٌ لوْ تشائين أفسّرهْ
قالتْ وفى الْعيْنيْنِ دمْع تساؤلٍ
أحْببْت إنْساناً وصرْت الْخاسرةْ
قدْ كان لي كلّ الْوجوْدِ بأسْرِهِ
ورأيْت في روْضهْ ورودي عاطرةْ
قدْ كنْت أرْسمهُ بداخلْ مهجتي
قدْ كنْت في ليْلىْ أبات ساهرةْ
حتّى أتاني ذات يوْمٍ قائلاً
آسفْ فإني لا أحبّكِ معْذرةْ
ورأيْتهُ يمْسكْ يدها ينتشي
فرحاً كأنّ حياتنا كخاطرةْ
وجمعْت أغراضي وقلْت أسافرُ
ما عدْت في تلْك الْبلادِ بقادرةْ
وظللْت أمْشىْ في الْشّوارع هائمةْ
وأقوْل يا وجع الْسّنيْن الْغادرةْ
حتّى أتيْت إلىْ هنا وسألتني
وبرحْت تشْعل في جروْحٍ غائرةْ
كل الْحكايةِ قلْتها لكَ سيدي
ماذا جوابك لي فإني ناظرةْ
لا تحزني هذىْ الْدموْع عزيْزةٌ
خسْران منْ يلْهوْ بعيْنٍ شاعرةْ
خسْران حتْماً لا تكوني غاضبةْ
إني أريْدك أنْ تكوني ساخرةْ
منْ كان يمْلك درّةً فأضاعها
ترْميْه أيّام الْحياةِ وتبْترهْ
ويموْت جوْعاً والْحدائق حوْلهُ
ويتيْه في درْب الليالي الْمقْمرةْ
هيّا انهضي كوني فراشاً طائراً
لا يرْتضىْ جوّ الْهوانِ ويعْبرهْ
ابقي هنا لا تتْركيْهِ ينْتصرْ
الْحزْنُ لا يُمْحىْ بجوْف الْطّائرةْ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تابعنا على الفيس بوك

آخر التعليقات

أتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *