حلم * حارس المقابر
إنها الواحدة والنصف صباحا ...
وقد تعطلت به السيارة في مكان موحش ..خال تماما من البشر وهو عائد إلى القاهرة بعد أن حضر جنازة احد أقربائه في منطقه زراعيه بعيده ..لم يكن هذا فقط ما أقلقه ..ولكن تلك الأصوات الغريبة التي كان يسمعها في جنح الظلام .
تصلب جسد (مصطفى) واتسعت حدقتا عيناه عن أخرهما واخذ يحرك رأسه يمينا ويسارا في فزع
أغلق أبواب ونوافذ سيارته بإحكام وقد قرر أن يبقى على تلك الوضعية حتى ينقشع الظلام وتسدل الجونة أشعتها لتنير المكان حوله وعندها سوف يبحث عن المساعدة
ولكن للأسف تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن ..
فقد سمع (مصطفى) الأصوات تتصاعد مره أخرى ولكن بطريقه مفزعه تصلبت قدماه وتجمدت عينه في محجرها وبصعوبة حرك يده بارتجافه شديدة ليتمكن من إضاءة المصباح فهو لن يستطيع قضاء تلك الليلة في عتمه الظلام خاصة بوجود تلك الأصوات التي تؤرق مضجعه
خفت الصوت فهدأ (مصطفى) قليلا وقرر النوم في وضع الاسترخاء حتى يريح أعصابه قليلا ولكن ...
ما كاد يغلق عينيه حتى سمع الصوت مره أخرى ولكن لم يكن مجرد صوت عادى كان هناك حشرجة قويه تصاحبه وكان هناك رجل في نزعه الأخير يصارع الموت
ببطء شديد أدار (مصطفى) رأسه وهاله ما رأى ..
نعم هناك شيء يقترب ببط منه ولكن ما هذا ؟!!!
يبدو انه إنسان ولكن أصلع الرأس تماما ولا يرتدى أي ملابس فقط خرقه باليه يوارى بها عورته.. له ذراع واحد فقط والآخر مبتور.. يسيل لعاب ابيض اللون من فمه بغزاره ..ويحتوى جسده على حروق كثيرة في أماكن متفرقة ..والغريب أن أوتاره وعظامه ظاهره تماما على امتداد ساقه.. لا يوجد في فمه سوى أربع أسنان في أماكن متفرقة تحمل اللون البني ..وإذا حاولت النظر إلى عينه اليمنى لن تجد سوى حفره سودا بشعة المنظر
كان هذا تماما ما رآه (مصطفى) قبل أن يطلق صرخة هستيرية تحمل بين طياتها الرعب والهلع
بسرعة شديدة تأكد (مصطفى) أن سيارته محكمه الغلق فتنفس الصعداء ولكن ذلك الجسد ما زال يقترب منه ببط شديد
يكاد (مصطفى) يجزم بأنه رأى ابتسامه ساخرة على فم ذلك الجسد المقزز الذي كان يسير مترنحا وعينيه الوحيدة مسلطة على السيارة ما هذا الهراء .. بالتأكيد أنا احلم .. لا يمكن أن يكون هذا الشيء حقيقة أبدا
هكذا حدث (مصطفى) نفسه ليفاجئ بعدها بطرقات قويه على باب سيارته حتى خيل إليه أن هيكل السيارة قد انثنى من قوه قبضت ذلك المسخ عليها ..
أدار (مصطفى) رأسه إلى الأمام متجاهلا ذلك الشيء وكأنه بهذا يثبت لنفسه أن ما يراه من محض خياله لا أكثر ...
بغتة .. فتح ذلك المسخ فمه وغمغم بكلمات مبهمة ولكن (مصطفى) ورغم الحاجز الزجاجي بينهما قد تبين ما قاله هذا المسخ
صمت مطبق جثم بينهما قبل أن يقطعه (مصطفى) وهو يقول متسائلا : هل سألتني عما أريد ؟؟ أحقا ما سمعته منك ؟؟
أومأ المسخ برأسه إيجابا فقال (مصطفى) على الفور: أنا أريد أن أعود من حيث أتيت هذا فقط ما أريده
- إذن لم أتيت إلى هنا منذ البداية ألا تعلم أنى احرس تلك المقابر من الأوغاد الذين يأتون إلى هنا طامعين في سرقه الجثث (قالها المسخ)
- لا لا .. صدقني أنا لست منهم ...لقد أتيت هنا بمحض الصدفة انه حظي العاثر .. ارجوووك لا تؤذيني
- طالما جئت مسالما ولم تكن تنوى فعل شيء مشين هنا فانا سأتركك وشانك ولكن عندما اترك ستنسى كل ما حدث بل وستنساني أيضا .. موافق - بالطبع موافق .. أنا أيضا أريد أن أنسى فلا طاقه لي لكوابيس ليليه مفزعه
قهقه المسخ عاليا بشكل مقزز مما جعل (مصطفى) يرمقه بامتعاض وضيق مرت ثواني قبل أن يشعر (مصطفى) بان الأرض تميد به وصوت صفير يكاد يصم أذنيه وبعدها غاب فجأة عن الوعي
أفاق (مصطفى) على صوت رجل جهوري يقول : أستاذ مصطفى .. هل هناك شيء ؟!
- أأأ .. نعم لقد نفذ وقود السيارة وأخشى أن تتعطل بي في الطريق
- لا تقلق يا سيدي سأبعث احدهم ليجلبه لك في الحال...
-أرجوك بسرعة فالوقت تأخر كثيرا ..
- لا تقلق فلن يتأخر كثيرا ولكن كن حذرا سيدي فالطريق هنا وعره جدا ويقال أن هناك أشباح بالقرب من المقابر !!!!!
- أشباح !!! .. وهل ما زال هناك من يصدق تلك الخزعبلات أيها الأبله ؟!!
(#ميث_أسماء
إنها الواحدة والنصف صباحا ...
وقد تعطلت به السيارة في مكان موحش ..خال تماما من البشر وهو عائد إلى القاهرة بعد أن حضر جنازة احد أقربائه في منطقه زراعيه بعيده ..لم يكن هذا فقط ما أقلقه ..ولكن تلك الأصوات الغريبة التي كان يسمعها في جنح الظلام .
تصلب جسد (مصطفى) واتسعت حدقتا عيناه عن أخرهما واخذ يحرك رأسه يمينا ويسارا في فزع
أغلق أبواب ونوافذ سيارته بإحكام وقد قرر أن يبقى على تلك الوضعية حتى ينقشع الظلام وتسدل الجونة أشعتها لتنير المكان حوله وعندها سوف يبحث عن المساعدة
ولكن للأسف تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن ..
فقد سمع (مصطفى) الأصوات تتصاعد مره أخرى ولكن بطريقه مفزعه تصلبت قدماه وتجمدت عينه في محجرها وبصعوبة حرك يده بارتجافه شديدة ليتمكن من إضاءة المصباح فهو لن يستطيع قضاء تلك الليلة في عتمه الظلام خاصة بوجود تلك الأصوات التي تؤرق مضجعه
خفت الصوت فهدأ (مصطفى) قليلا وقرر النوم في وضع الاسترخاء حتى يريح أعصابه قليلا ولكن ...
ما كاد يغلق عينيه حتى سمع الصوت مره أخرى ولكن لم يكن مجرد صوت عادى كان هناك حشرجة قويه تصاحبه وكان هناك رجل في نزعه الأخير يصارع الموت
ببطء شديد أدار (مصطفى) رأسه وهاله ما رأى ..
نعم هناك شيء يقترب ببط منه ولكن ما هذا ؟!!!
يبدو انه إنسان ولكن أصلع الرأس تماما ولا يرتدى أي ملابس فقط خرقه باليه يوارى بها عورته.. له ذراع واحد فقط والآخر مبتور.. يسيل لعاب ابيض اللون من فمه بغزاره ..ويحتوى جسده على حروق كثيرة في أماكن متفرقة ..والغريب أن أوتاره وعظامه ظاهره تماما على امتداد ساقه.. لا يوجد في فمه سوى أربع أسنان في أماكن متفرقة تحمل اللون البني ..وإذا حاولت النظر إلى عينه اليمنى لن تجد سوى حفره سودا بشعة المنظر
كان هذا تماما ما رآه (مصطفى) قبل أن يطلق صرخة هستيرية تحمل بين طياتها الرعب والهلع
بسرعة شديدة تأكد (مصطفى) أن سيارته محكمه الغلق فتنفس الصعداء ولكن ذلك الجسد ما زال يقترب منه ببط شديد
يكاد (مصطفى) يجزم بأنه رأى ابتسامه ساخرة على فم ذلك الجسد المقزز الذي كان يسير مترنحا وعينيه الوحيدة مسلطة على السيارة ما هذا الهراء .. بالتأكيد أنا احلم .. لا يمكن أن يكون هذا الشيء حقيقة أبدا
هكذا حدث (مصطفى) نفسه ليفاجئ بعدها بطرقات قويه على باب سيارته حتى خيل إليه أن هيكل السيارة قد انثنى من قوه قبضت ذلك المسخ عليها ..
أدار (مصطفى) رأسه إلى الأمام متجاهلا ذلك الشيء وكأنه بهذا يثبت لنفسه أن ما يراه من محض خياله لا أكثر ...
بغتة .. فتح ذلك المسخ فمه وغمغم بكلمات مبهمة ولكن (مصطفى) ورغم الحاجز الزجاجي بينهما قد تبين ما قاله هذا المسخ
صمت مطبق جثم بينهما قبل أن يقطعه (مصطفى) وهو يقول متسائلا : هل سألتني عما أريد ؟؟ أحقا ما سمعته منك ؟؟
أومأ المسخ برأسه إيجابا فقال (مصطفى) على الفور: أنا أريد أن أعود من حيث أتيت هذا فقط ما أريده
- إذن لم أتيت إلى هنا منذ البداية ألا تعلم أنى احرس تلك المقابر من الأوغاد الذين يأتون إلى هنا طامعين في سرقه الجثث (قالها المسخ)
- لا لا .. صدقني أنا لست منهم ...لقد أتيت هنا بمحض الصدفة انه حظي العاثر .. ارجوووك لا تؤذيني
- طالما جئت مسالما ولم تكن تنوى فعل شيء مشين هنا فانا سأتركك وشانك ولكن عندما اترك ستنسى كل ما حدث بل وستنساني أيضا .. موافق - بالطبع موافق .. أنا أيضا أريد أن أنسى فلا طاقه لي لكوابيس ليليه مفزعه
قهقه المسخ عاليا بشكل مقزز مما جعل (مصطفى) يرمقه بامتعاض وضيق مرت ثواني قبل أن يشعر (مصطفى) بان الأرض تميد به وصوت صفير يكاد يصم أذنيه وبعدها غاب فجأة عن الوعي
أفاق (مصطفى) على صوت رجل جهوري يقول : أستاذ مصطفى .. هل هناك شيء ؟!
- أأأ .. نعم لقد نفذ وقود السيارة وأخشى أن تتعطل بي في الطريق
- لا تقلق يا سيدي سأبعث احدهم ليجلبه لك في الحال...
-أرجوك بسرعة فالوقت تأخر كثيرا ..
- لا تقلق فلن يتأخر كثيرا ولكن كن حذرا سيدي فالطريق هنا وعره جدا ويقال أن هناك أشباح بالقرب من المقابر !!!!!
- أشباح !!! .. وهل ما زال هناك من يصدق تلك الخزعبلات أيها الأبله ؟!!
(#ميث_أسماء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق