هنا أسرد في أحد
فصول عملي وصف بطل الرواية ويدعي يوسف بن قيس..والذي يستجيب لطلب حبيبته له بان
يصفها رغم انه لم يرها _لأنه كفيف_ ..أترككم مع مضمون الوصف والسرد لان
سيناريو الحوار يطول .
-
فما صفتي
بعيني روحك يا ابن قيس
يوسف:وكيف لي أن أفتي بغير علم إني أتكهن وأتفرس واحتمل
الخطأ والصواب .
-.يا ... ...فاسرد لي بغزل ماهيتي وكينونتي فقد
تركت المبصرين لأجلك. ولأجل قوة بصر روحك فهل تخيب سؤالي؟ .
فساد زمن من السكون الثقيل وانفجرت براكين ابن قيس :أنت
سوداء العيون ثقيلة الجفون دقيقة الحواجب سودائها... يداريها أحيانا خصلات حريرية يسمونها
شعرا ويسميها العاشقون انهارا..... فهي كستار تتحكمين فيه ...بمكنون
وتفاصيله يطيران بعض الخصل وبثبات بعضها الذي يأبي أن يكشف لنا عيون صاحبة ذلك
الحرير الطيار ...اللي لا تكف الرياح ولا يكف الهواء ولا يكف النسيم عن مداعبته
تقربا إليكِ... إذا ابتسمت تبتسم عيونك أولا وإذا
ضحكتي سبقتكِ بالضحك لأنها مرآة روحك... .......... إذا تبرمتِ.وتضايقتِ ضاقت عيناكِ
لتخفي بريقها اللامع عنا...فتعقبيننا بالحرمان منها ومنكِ...لأن عيونك هي أنتِ ألم
أقل لكي قبلا أنها مرآة روحك؟؟؟..... ...انفك دقيق لطيف تنزلق من علية حبات
المطر بدون أن تخدش وبدون أن يبتل .. وبدون أن يغير اتجاهها، فهو لا بمعوج ولا
بغليظ ولا بقصير،..إذا داريت وجهك عنا اخفي انفك عنا عينك الأخرى ليستأثر بها وحده . فهو يغار عليك
منا كما نغار عليك منه .وان لم يكن الكمال لله وحده..لكنت
وصفت الأنف الذي يخصك بأنه كامل، خداك واااه من خديك أبيضان تشوبهما
حمرة احترنا في أمرها أهي حمرة الخجل أم الصحة أم الجمال ... بضان أبيضان طريان تتقافز عليها وتلهو
الملائكة الصغيرة والفراشات كأنها وسادات .... أو مراتب من حرير،.مصفوف .....تنام
عليها القبلات .وتستكين بلا صوت (إلا إذا أردت أن يكون للقبل صوت ).. ....وتستقر عليها شفتا حبيب طال شوقه في
انتظار لحظات الوصال... ثم ترتفع شفتاه لتهدي تلك
الوسادة.الهشة الطرية قبلة ثانية وثالثة ورابعة ....... إلى أن تلاحظ تلك الشفتان بإحدى القبل
العشوائية ذلك الخندق الأحمر ... الغليظ والمكتنز والحلو الطعم
....الذي سمي في اصطلاح الأطباء الشفاه..... ....... شفتاك..... تلك التي إذا ابتسمتِ ابتسمتْ لدنيا
الدراويش والمحبين والعاشقين الدنيا ....وإذا ضحكت أضاءت السماوات والأرض بنور
ضحكاتك وبشروق بياض أسنانك التي سمي اللؤلؤ علي اسمها ..... فقديما رأي الحكماء والعلماء أسنانك
فسموها لؤلؤ .....وأصبحوا يقولون إذا وجدوا كرة مستديرة
في صدفة في قاع المحيط قالوا يا سعدنا وجدنا لؤلؤة تشبيها ب أسنانك..... فهم إذا أرادوا
مشاهدة لؤلؤة سافروا وأبحروا في البحار وجاعوا وتعبوا غاصوا في المحيط وغرقوا ونجا
منهم البعض ليروا لؤلؤة وحيدة ليعودوا ليبهروا بها الناس..... فيا هناء محبوبك بك ويا سعده وسروره
فهو إذا أراد اللؤلؤ كله ...جعلك تبتسمين فقط ... ...ويا لحظه ...فشفاهه تلامس شفاهك
المكتنزة التي تخبئ خلفها صفين من اللؤلؤ...... ...فعند ذاك التلامس الأسطوري والملحمي .... تقف جميع
الخلائق احتراما.... ويتوقف الزمن ويتوقف القدر عن تنفيذ الأقدار
..ويخشع ... وتستقر الكواكب عن دورانها مثل القمر الذي
توقف عن الدوران حول أرضنا ...ليدور حول وينظر فقط الي أرضه وشمسه وكونه الجديد أنت.... ..فيغار عليك
العاشق من القمر المتطفل فيحتوي جسدك من أعلاك إلى أسفلك ومن يمينك إلى شمالك
ليخبئك في كينونته ليسكن فيك وتسكني فيه ... ..... فأقبلت تقبله فامتنع وقالت هيت لك قال
معاذ الله قالت لقد كتب كتابنا فانا حلالك وأنت حلالي لمن تترك كل هذا الجمال
..كان وصفك دقيقا كأنك مرآتي ... فتأفف وقال .. لما النساء أجمعين متشابهات، تركن
جمال الروح وجرين جري الوحوش نحو جمال الجسد. ..ألا تعلمين أن الجسد يفنى والروح تبقى
خالدة وروحي تأبى أن تحبس داخل روح طفلة مدللة مثلك ... أنت لا تحتاجين رجلا مثلي ستتأففين من
خدمتي بعد ثلاث ليال بعد أن تسلبيني كل ما املك من كلمات وسكنات ومكنونات ....أنت بحاجة
الي مراهق غرير.فتكتشفان معا تضاريسكما وتلهوان لهو من بلغ منذ يومين ......أنت لا
تستحقينني أنت مغرورة .. .... فهمت بالكلام بعد أتت في بالها صورة
خالد بن جوهر الفتي المتيم وابتسمت فاتبع ابن قيس سأبحث عن سيدة في مثل حالي فعموم
المبصرين بالعيون كفيفو البصيرة ...و.ما حاجتي بجمال لن أراه وجمالي،الذي ابحث عنه
لم يولد بعد في روحك الصغيرة فامتعضت فخرج إلى قومها فقال ابنة العزيز تراود فتاكم
عن نفسه لتوقعه حبا وقال لأبيها (هذه بضاعتكم ردت إليكم ) وما تبتغي من تجارة ومال .فهو لك
وعلية زيادة ..فما كنا بسارقين فاصدر صفيرا فأتى براقة الأشهب ومعه خادمه يرخي له
طائره الأبيض فاعتلاه وفي سرج الحصان تدلي سيف ابن قيس ....السيف الذي لم يسحب من غمده
ولم يذق طعم الدم كما لم تذق روح _يوسف_روحا تشبهه .... فتمتمت ابنة العزيز وقالت وما حاجتك
بسيف لن تسله يوما فسترت سرها وجسدها ووقع بصرها على ورقة خط عليها بخط جيد السيف
في غمده يرهب قطاع الطريق ويداري ضعفا ألم بي فما أدرى السارق أني كفيف.. كما أن جمالك
يجذب الدراويش ويداري تفاهة عقلك وضعف روحك... فإذا ما اقتربت الذبابة منبهرة بنار
لذتك وكتب العقد وانتهى العرس احترقت عند وصولها لمكنونك فتموت لا من،صدمة
الاحتراق ولكن لخواء الروح ...فصرخت .....ابن قيس ليس بأعمى ابن قيس
ليس بأعمى ولا بشر ...... يمتعض ابن قيس الآن لتأخر خادمه
بدر،فهو يقضي حاجته منذ ساعة ..... وتمتم ...هل سرقني هو الآخر أين الذهب
؟ وسال جواده فلم يجب وأجابه سكون الصحراء بالسكون ...فكيف للأعمى أن يجد طريقة في صحراء
ليس عالما بدورها المبصرين إلا قليل فهي ظلمات بعضها فوق بعض.. ظلمة العمى
وظلمة ليل الصحراء وظلمة التيه بها ...
الكاتب : "محمد عبد
القادر"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق