قصة قصيرة..
"موت"
تخشي الفشل..تخشي العنوسة..تخشي والدها المتشدد دينيا ..تخشي الموت..تخشي من الله. تخشي كل شيء!
كانت ليلي فتاة في العقد الثاني من عمرها، شعرها أسود داكن طويل، ورثته عن والدتها، لها عينان سوداوان نجلاوان يطل الخوف منهما، وأنف مدببة كأنف الأرنب وشفتين حمراوين صغيرتين كشفتي طفل، جسدها نحيل لا يناسب عمرها .
لقد جعلت من الخوف شبحا يخرج إليها في أي وقت وكل مكان، هو صديقها الذي تمقته، تصلي مرتعشة خوفا من نار الله . تدعوه بزوج صالح وأطفال أذكياء.. وحسن الخاتمة، لكنها على الدوام تشعر أن الله لم يصغ إليها، أو سمعها ولكنه لن يستجيب!
ذات ليلة، وقد اختفي القمر خلف الغيوم، كانت ليلي تجلس ترتعش في غرفتها المظلمة، وكان لبكائها صوت لا يكاد يسمع. كلما تذكرت أنها تحب.. تحب ذلك الفتي الذي هو على غير ملتها، مثلها مثل كل فتاة... نعم، أليس هو إنسان مثلها؟ ربها ربه؟
تريد أن تفصح بما يعج داخل فؤادها، لكن كيف وهي تخشى الناس وتتحاشى كل شيء فأكثر شيء تنال عليه من التوبيخ والكره هو أن تخالف المجتمع في شيء ما، صحيحا كان أو خطأ.
وبينما هي كذلك في غرفتها، والأفكار تدور في لبها كطاحونة هوجاء، والقلب يدق بصوت تكاد تسمعه، قال ذلك الكائن الذي لا يرى له جسد، سوى ظل على الأرض، كان يقبع في ركن من الغرفة، قال بصوت غريب، كأن هناك فراغا بداخله ترتج فيه الحروف فتخرج مصحوبة بصدي خافت:
الحياة والخوف لا يجتمعان، الذي يخاف كالأبله من كل شيء -مثلك- لا يستحق العيش فيها. استل من غمده السيف وذهب صوبها فقطع عنقها! بيد أن دمائها لم تسل، ظلت حبيسة داخل الجسد كأنها تهاب الخروج!
سوف يتحدث الناس عن روح مرت أمام أعينهم وهي أشد ما تكون فرحة وكانت تنشد: اليوم سأختلي به... اليوم سألقى حبيبي...
مسح ذلك الشبح سيفه عندما تناهى إلى مسامعه صوت بكاء خافت، فذهب يركض!Yousef Mohamed
"موت"
تخشي الفشل..تخشي العنوسة..تخشي والدها المتشدد دينيا ..تخشي الموت..تخشي من الله. تخشي كل شيء!
كانت ليلي فتاة في العقد الثاني من عمرها، شعرها أسود داكن طويل، ورثته عن والدتها، لها عينان سوداوان نجلاوان يطل الخوف منهما، وأنف مدببة كأنف الأرنب وشفتين حمراوين صغيرتين كشفتي طفل، جسدها نحيل لا يناسب عمرها .
لقد جعلت من الخوف شبحا يخرج إليها في أي وقت وكل مكان، هو صديقها الذي تمقته، تصلي مرتعشة خوفا من نار الله . تدعوه بزوج صالح وأطفال أذكياء.. وحسن الخاتمة، لكنها على الدوام تشعر أن الله لم يصغ إليها، أو سمعها ولكنه لن يستجيب!
ذات ليلة، وقد اختفي القمر خلف الغيوم، كانت ليلي تجلس ترتعش في غرفتها المظلمة، وكان لبكائها صوت لا يكاد يسمع. كلما تذكرت أنها تحب.. تحب ذلك الفتي الذي هو على غير ملتها، مثلها مثل كل فتاة... نعم، أليس هو إنسان مثلها؟ ربها ربه؟
تريد أن تفصح بما يعج داخل فؤادها، لكن كيف وهي تخشى الناس وتتحاشى كل شيء فأكثر شيء تنال عليه من التوبيخ والكره هو أن تخالف المجتمع في شيء ما، صحيحا كان أو خطأ.
وبينما هي كذلك في غرفتها، والأفكار تدور في لبها كطاحونة هوجاء، والقلب يدق بصوت تكاد تسمعه، قال ذلك الكائن الذي لا يرى له جسد، سوى ظل على الأرض، كان يقبع في ركن من الغرفة، قال بصوت غريب، كأن هناك فراغا بداخله ترتج فيه الحروف فتخرج مصحوبة بصدي خافت:
الحياة والخوف لا يجتمعان، الذي يخاف كالأبله من كل شيء -مثلك- لا يستحق العيش فيها. استل من غمده السيف وذهب صوبها فقطع عنقها! بيد أن دمائها لم تسل، ظلت حبيسة داخل الجسد كأنها تهاب الخروج!
سوف يتحدث الناس عن روح مرت أمام أعينهم وهي أشد ما تكون فرحة وكانت تنشد: اليوم سأختلي به... اليوم سألقى حبيبي...
مسح ذلك الشبح سيفه عندما تناهى إلى مسامعه صوت بكاء خافت، فذهب يركض!Yousef Mohamed
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق