عادةً ما تقف تُعاتب القمر بنظراتها ليلة ظهوره بِكلِ شهر ، تلومه على وقتٍ
تركها فيه ثم تبكي وترحل هاربةً .
تلألأت عيناها بالعِبرات وفاضت على خديها ، خذلتها مرةً أخرى - كعادتها - أمامه .
فما كان بيده سوى التحدث ليلحق بها قبل أن تختفي بين طيات الدنيا بعيداً عن
سماءه
- انتظري .. ألا تجيدين الانتظار أم انك تجيدين الهرب فقط !؟
- لطالما عرِفتُ يوماً أن أولى دروسِ الحياة لتحيا بسلام هو ألا تحب .. وإلا
سَتُرفع راية الاستسلام يوماً وتقع شهيداً من القتال بإرادةٍ مسلوبة .
- الحب حياة يا مهجتي .. فكيف يقتل !
أدارت وجهها بعد أن زلزلتها كلمة مهجتي ، لتقول وهى تتفقد الأرض لتداري عنه
حسرة متجلية في عينيها :
- يقتل إن كان يحوي على عنصر الانتظار .
رفعت عينيها قليلاً لأعلى لتشرد ، وخرج صوتها أخيرا قائلة :
- فالانتظار يقتل .
ثم وقعت مفارقة الحياة .
*******
صرختها دوت في غرفتها لتستيقظ على إثرها ، متعهدةً ألا تنتظره مرةً أخرى .
مضت سويعات قليلة فوضعت يدها على رأسها متسائلة
- كم يوماً سيمضي
إلى أن يأتي منتصف الشهر ؟
حيث موعدها مع القمر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق