مسابقة تحدي الإلهام والإبداع
فاطمة
طم طم
أجنة للبيع- فرح بدون فرحة
في إحدى قرى الصعيد كانت هناك سيدة علمت باقتراب موعد ولادتها ووضع مولودها الذي
تنتظره، وعند الولادة أخبرها الطبيب بأنها وضعت أنثى لم يبتسم ثغرها إطلاقا وظلت
تبكى هدأها الطبيب وأخبرها أنه يجب إحضار زوجها لإخباره بهذا الخبر وكانت الصدمة الأكبر
لهذا الزوج البائس الذي كان ينتظر مولودا ذكرا كي يحمل اسمه بعد وفاته وأنه سئم
وجود الإناث بالمنزل، فهو أب لثلاث بنات وكان ينتظر ذلك المولود بشدة لعله يكون
ذكرا،ولكن كان ذلك قدره لم يستطع تحمل ذلك الأمر كثيرا، فدلف بزوجته خارج المشفى وقام بتهديدها إذا لم تتخلص من هذه البنت فسوف يطلقها
ويتركها أو يقتلها، فهو رجل ذو سلطة بهذه البلدة ورغم وجهه السمح، إلا أنه يحمل
تحت طيات وجه ظلما وقسوة ويستطيع فعل أي شيء بها، وقام بتوعدها أنها لن تدخل منزله
إلا بعدما تتخلص من هذه البنت
فلم تستطع فعل اى شيء، فذهبت بابنتها الصغيرة تحملها بين يديها وتبكى وأخذت تسير بالطرقات تسلك طريقا تلو الآخر تبث حزنها في الطريق و تنام على الأرصفة، ثم قررت أن تفعل ما يطلبه زوجها و التخلص من ابنتها فقررت أن تضعها بإحدى دور الأيتام
******"**************
كان على الصعيد الآخر
أحمد وأمل اللذان فقدا الأمل في الإنجاب فبعد عودتهما من عند الطبيب كان احمد يهدئ أمل زوجته واضعا يده فوق كتفيها قائلا:
_متزعليش يا أمل دة امر ربنا وقضاءه أوعى تقنطي من رحمته
قالت امل وهى تكفكف دموعها:
_انا مش بعترض على امر ربنا بس كان نفسى اجيب عيال يشيلو اسمك يا احمد
بدا على وجه نظرات الحزن ولكنه حاول اخفائها قائلا:
_انا كفايه عليا وجودك يا امل مش عايز حاجه تانيه
ترقرقت دمعه اخرى بعينيها قائله:
_اوعى تتجوز عليا يا احمد عشان معرفتش اجبلك ابن او بنت تفرح بيهم
رفع إليه رأسها ماسحاً دموعها بيديه قائلا:
_ازاى اقدر اخلى حد تانى يقاسمنى حياتى انا حياتى اكتملت من يوم ما عرفتك ومقدرش اخلى حد تانى يدخلها اوعى تفكرى كدا ومش البنت ولا الولد اللى هيخلونى اتمسك بيكى انا مكتفى بيكي عن اى حاجه ف الدنيا خليكى واثقه من كلامى
ارتمت بين ذراعيه متمتمة بصوت خفيض مكتوم بالدموع
_ربنا يخليك ليا يا احمد
لف ساعديه وراء ظهرها متجهاً بها إلى الغرفه قائلا:
_يالا ننام عشان انتى تعبانه
هززت رأسها موافقه واستعدا للنوم، ولكن كل منهم ملىء بالافكار ،فاحمد يفكر كيف يسعد امل ويجعلها تترك تلك المخاوف عن طريقها ،وامل تفكر ماذا يحدث بعد الان وبينما هى غارقه في افكارها ذهب احمد في سُبات تام لكن مازالت امل تفكر واثناء تفكيرها أضاء بذهنها فكرة قد تسعدهم فكرت بالذهاب إلى أحد دور الأيتام لتتبنى ابناً او بنتاً فهى تريد أن تشعر بأنها أم و لو شعورً مزيفاً وبالصباح الباكر استيقظ احمد ليجد أمل على غير العادة قد استيقظت منذ فتره وجهها مشرق تقوم بإعداد الفطور بسعادة مفرطة وعندما رأته يدلف خارج الغرفة يجفف وجهَهُ بالمنشفة اتجهت نحوه مسرعه وأخذت تُقبله ساحبه اياه من يديه وتُجلسه على الكرسى لتطعمه بيدها ابتسم ثغره ابتسامه واسعه قائلا:
_مالك انهارده ايه النشاط دة كله
ابتسمت وعقدت ساعديها أمام صدرها قائلة:
_بحب جوزى وعايزاه يروح شغله مبسوط وشبعان فيها حاجة دى
رفع كلتا يديه لاعلى باستسلام مصطنع قائلا:
_أسفين يافندم..بس قوليلى ايه سبب التغير المفاجىء دة
تنحنحت بخجل وصوتها ينخفض رويداً رويداً قائله:
_أحمد انا نفسى اجرب احساس الام ولو بالكذب
عقد حاجباه بعدم فهم فأردفت قائله:
_يعنى فيها ايه يا أحمد لما نروح دار أيتام نتبنى طفل ونضمه لينا يعيش معانا ونتولى رعايته، بدت على وجههُ علامات عدم الاستيعاب وظل يحدق بعينيها ثم تزوغ عيناه يمينا ويسارا مُفكراً، وهى تتصبب عرقاً خوفاً من رفضه لهذا الاقتراح
ثم بعد بُرهة من الوقت والتفكير شَقَ طريقاً لشفتيه لتبتسم وقد تبدلت ملامحه سعادة ثم كسر حاجز الصمت قائلا:
_فكره حلوة جدا مقولتيهاش من زمان ليه بدل التوتر اللى عايشينه
اخذت تقفز كالأطفال مُهلله مُمسكه برقبته وهى تقول
_بجد يا احمد بجد موافق
انتزع يدها بمرح قائلا:
_ايوة طبعا بجد بس حاسبى ايدك دى كنتى هتقتلينى
قهقهت وهى تُقبله قائله:
_انت اعظم راجل ف الدنيا
أردف قائلا:
_وانتى اعظم زوجه ف الوجود وشوفى دار ايتام معروفه اليومين دول لحد يوم اجازتى
وتركها مودعاً إياها وهى سعيده تقوم ببعض الاتصالات لمعرفه دور الايتام بالقرى
وبالفعل وجدت دار أيتام معروفه وانتظرت حتى يأتى معها أحمد
وجاء اليوم الذى حددته مع زوجها ومع رؤساء الدار
******************
فلم تستطع فعل اى شيء، فذهبت بابنتها الصغيرة تحملها بين يديها وتبكى وأخذت تسير بالطرقات تسلك طريقا تلو الآخر تبث حزنها في الطريق و تنام على الأرصفة، ثم قررت أن تفعل ما يطلبه زوجها و التخلص من ابنتها فقررت أن تضعها بإحدى دور الأيتام
******"**************
كان على الصعيد الآخر
أحمد وأمل اللذان فقدا الأمل في الإنجاب فبعد عودتهما من عند الطبيب كان احمد يهدئ أمل زوجته واضعا يده فوق كتفيها قائلا:
_متزعليش يا أمل دة امر ربنا وقضاءه أوعى تقنطي من رحمته
قالت امل وهى تكفكف دموعها:
_انا مش بعترض على امر ربنا بس كان نفسى اجيب عيال يشيلو اسمك يا احمد
بدا على وجه نظرات الحزن ولكنه حاول اخفائها قائلا:
_انا كفايه عليا وجودك يا امل مش عايز حاجه تانيه
ترقرقت دمعه اخرى بعينيها قائله:
_اوعى تتجوز عليا يا احمد عشان معرفتش اجبلك ابن او بنت تفرح بيهم
رفع إليه رأسها ماسحاً دموعها بيديه قائلا:
_ازاى اقدر اخلى حد تانى يقاسمنى حياتى انا حياتى اكتملت من يوم ما عرفتك ومقدرش اخلى حد تانى يدخلها اوعى تفكرى كدا ومش البنت ولا الولد اللى هيخلونى اتمسك بيكى انا مكتفى بيكي عن اى حاجه ف الدنيا خليكى واثقه من كلامى
ارتمت بين ذراعيه متمتمة بصوت خفيض مكتوم بالدموع
_ربنا يخليك ليا يا احمد
لف ساعديه وراء ظهرها متجهاً بها إلى الغرفه قائلا:
_يالا ننام عشان انتى تعبانه
هززت رأسها موافقه واستعدا للنوم، ولكن كل منهم ملىء بالافكار ،فاحمد يفكر كيف يسعد امل ويجعلها تترك تلك المخاوف عن طريقها ،وامل تفكر ماذا يحدث بعد الان وبينما هى غارقه في افكارها ذهب احمد في سُبات تام لكن مازالت امل تفكر واثناء تفكيرها أضاء بذهنها فكرة قد تسعدهم فكرت بالذهاب إلى أحد دور الأيتام لتتبنى ابناً او بنتاً فهى تريد أن تشعر بأنها أم و لو شعورً مزيفاً وبالصباح الباكر استيقظ احمد ليجد أمل على غير العادة قد استيقظت منذ فتره وجهها مشرق تقوم بإعداد الفطور بسعادة مفرطة وعندما رأته يدلف خارج الغرفة يجفف وجهَهُ بالمنشفة اتجهت نحوه مسرعه وأخذت تُقبله ساحبه اياه من يديه وتُجلسه على الكرسى لتطعمه بيدها ابتسم ثغره ابتسامه واسعه قائلا:
_مالك انهارده ايه النشاط دة كله
ابتسمت وعقدت ساعديها أمام صدرها قائلة:
_بحب جوزى وعايزاه يروح شغله مبسوط وشبعان فيها حاجة دى
رفع كلتا يديه لاعلى باستسلام مصطنع قائلا:
_أسفين يافندم..بس قوليلى ايه سبب التغير المفاجىء دة
تنحنحت بخجل وصوتها ينخفض رويداً رويداً قائله:
_أحمد انا نفسى اجرب احساس الام ولو بالكذب
عقد حاجباه بعدم فهم فأردفت قائله:
_يعنى فيها ايه يا أحمد لما نروح دار أيتام نتبنى طفل ونضمه لينا يعيش معانا ونتولى رعايته، بدت على وجههُ علامات عدم الاستيعاب وظل يحدق بعينيها ثم تزوغ عيناه يمينا ويسارا مُفكراً، وهى تتصبب عرقاً خوفاً من رفضه لهذا الاقتراح
ثم بعد بُرهة من الوقت والتفكير شَقَ طريقاً لشفتيه لتبتسم وقد تبدلت ملامحه سعادة ثم كسر حاجز الصمت قائلا:
_فكره حلوة جدا مقولتيهاش من زمان ليه بدل التوتر اللى عايشينه
اخذت تقفز كالأطفال مُهلله مُمسكه برقبته وهى تقول
_بجد يا احمد بجد موافق
انتزع يدها بمرح قائلا:
_ايوة طبعا بجد بس حاسبى ايدك دى كنتى هتقتلينى
قهقهت وهى تُقبله قائله:
_انت اعظم راجل ف الدنيا
أردف قائلا:
_وانتى اعظم زوجه ف الوجود وشوفى دار ايتام معروفه اليومين دول لحد يوم اجازتى
وتركها مودعاً إياها وهى سعيده تقوم ببعض الاتصالات لمعرفه دور الايتام بالقرى
وبالفعل وجدت دار أيتام معروفه وانتظرت حتى يأتى معها أحمد
وجاء اليوم الذى حددته مع زوجها ومع رؤساء الدار
******************
أثناء طريقهم اتفقت أمل مع احمد بأن يوافق على
طلب تطلبه الدار واتفقت معه أيضا أنها تريد ابنه وليس ابن وقَبِل أحمد بشروطها.
وعندما وصلا الدار وجدا سيدة تبكى أمام باب الدار حاملة طفلة بين يديها اتجهت أمل إليها لتسألها عما بها ،سردت لهم قصتها وأخبرتهم بوعيد زوجها لها وأنها أتت كي تضع ابنتها هنا لتتخلص منها، تبادلا النظرات بعدم تصديق واستيعاب، وحاولا أن يقنعاها بأن تعود عن قرارها، لكنها كانت مصرة وحاسمة أمرها فنظر احمد لأمل وقد جالت بخاطرهما نفس الفكرة وبدأ الأمل يشع بعيونهم فنظرت أمل لأحمد بتساؤل عن ما يدور بذهنهما فحرك احمد رأسه موافقة عما تفكر به
فقطعت أمل حاجز الصمت قائلة للسيدة:
_احنا هنا عشان نتبنى طفلة من جوا عشان ربنا ما اردش انه يرزقنا بأطفال بس بدل انتى جاية تدخلي بنتك الدار هنا فإحنا ممكن ناخدها منك بالفلوس اللي تطلبيها.
صمتت لحظات ثم التفتت إليهم قائلة:
_هتدفعوا أى حاجه أطلبها
حرك الاثنان رأسيهما موافقة
وقام ثلاثتهم بالاتفاق وحملت أمل الطفلة بين يديها وتقبلها وهى لا تصدق وتدمع عيناها فرحاً وهى تنظر للرضيعة التي بين يديها التي تضع أحد أصابعها بفمها بشكل طفولي جميل، وقام احمد بأخذ تلك السيدة ودفع لها ما طلبته من نقود وأخذاها دون النظر لعواقب الأمور، ودون إبلاغ القوى الأمنية بما حدث واعتبراها ابنتهم ومن صُلبهم، ولم يخبرا أحد بحقيقة الأمر ودفناه بينهما وتعاهدا على كتم هذا السر .
وعندما عادا إلى المنزل وفور وصولهم سألها أحمد:
_هتسميها ايه.؟
اجابت دون النظر اليه وكأنها تعلم سؤاله
_فرح هسميها فرح
لمعت عيناه مؤيداً اياها قائلا:
_وانا كمان رأيي نسميها فرح
ابتسمت قائله نروح نسجلها بكرة.
و فى اليوم التالي قام بتسجيلها بالاسم الذى اتفقا عليه، وعند وصوله المنزل وجد زوجته تهدهد الطفلة وتقوم بمداعبتها فذهب اليها وأعطاها الأشياء التي طلبتها لمراعاة طفلتهما الجديدة
وفي يوم عند عودة احمد من عملهِ وأثناء تناولهما الطعام تنحنحت أمل قائلة:
_ينفع يا احمد ناخد فرح وننقل القاهرة وتروح شغلك هناك زى ما كان مطلوب منك من فترة
التفت إليها منتبها قائلا:
_اشمعنا ما انتى كنت رافضة رفض نهائي
نظرت نظره حانية تجاه فرح النائمة بجانبهما قائلة:
_نفسي فرح تتربى في القاهرة وتتعلم فيها، أكيد هناك العيشة أحسن
نظر لها بتفهم قائلا:
_حاضر يا حبيبتى هتكلم واستفسر ف الموضوع دة بكره متشيليش هم انتى
قبلته وهى تضع الطعام بفمه قائله: _ربنا يخليك ليا
وبعد مرور بضعة أيام كان احمد قد سلك جميع السُبل للانطلاق إلى القاهرة وقد كللت هذه الطرق جميعها بالنجاح، واتفق مع رؤساءه بالعمل أن السفر سيكون ببداية الشهر القادم، أخبر أمل بذلك وفرحت فرحاً شديداً وقامت بتجهيز أشيائهم استعداداً للانطلاق لان هناك أيام قليله على بداية الشهر
*****************
مع بداية الشهر قد قام احمد بجميع إجراءات السفر وقد قام بالاتفاق مع صديقه بالقاهرة أن يستأجر لهم منزلاً بالقرب من فرع الشركة هناك، ويقوم بتجهيزه من جميع ما يحتاجه من أثاث وأغراض، وفور وصولهم القاهرة وانتقالهم إلى منزلهم الجديد اتفق احمد مع أمل بأن يتجولا قليلا بشوارع القاهرة وقام معها بجولة فرحت بها أمل كثيرا، وقاما بالاتفاق والتخطيط معاً على ما سيحدث بالأيام المقبلة ووضعا مخططا للحياة هنا.
وبمرور الأيام كانت تكبر فرح أمام أعينهم، يعتنون بها كأب وأم حقيقيين فقد شعرا بذلك تماماً خصيصا، عندما سمعا كلمة (بابا وماما) فتعلقا بها تعلقاً شديداً.
كَبِرت فرح بينهم وجاء موعد التحاقها بالمدرسة وقد قام احمد بمعرفه جميع التفاصيل حول المدارس القريبة منهم، وقد وجد مدرسة تكاد تقربهم كثيرة فهي مدرسة ليست حكومية، وقد علم إنها مدرسة جيدة تماماً وستتخرج منها إلى الجامعة مباشرةً فالمدرسة سوف تضمها جميع مراحل دراستها.
انتقلت فرح إلى المدرسة التي أحبتها كثيرا وتعرفت على أصدقاء كثيرة هناك وتأقلمت على هذا الوضع وكانا أمل واحمد مسروران لِما يراهُ أمام أعينهم من تقدم ونجاح بفرح.
فكانت فرح متفوقة كثيراً بدراستها وذلك بفضل رعاية أبويها لها واهتمامهم بها بدراستها كثيراً.
مرت الأيام وفرح تثبت لهم تفوقها العلمي رويداً رويداً، حتى دخلت المرحلة الثانوية، وسلكت الطريق العلمي، فهي تريد أن تُصبح طبيبة، لم يعترض والداها وسانداها كثيرا كي تحقق ما حلمت به، وبالفعل قضت فرح ليلها ونهارها تدرس وتدرس وكلما انكبت على كتابها تشعر بنغزة وألم بقلبها لكنها لم تعيره انتباها وتظل تدرس حتى جاء موعد الامتحانات، وقد أدتها بنجاح كالمتوقع منه، وعند إعلان النتيجة أخبراها والداها أنها حصلت على درجات تجعلها تسلك الطريق الذي حلمت به، وبالاتفاق مع والديها وبعدما استخارت ربها، قامت بالتقديم في كليه الطب. وبعد أيام كانت تجلس على حاسوبها المحمول وإذ بها تصرخ وتهلل
انتفضت أمل وذهبت إليها قائلة:
_فى ايه يافرح
اخذت تقفز فرح وهى تحتضن امها قائله:
_انا اتقبلت ف طب يا ماما انا هبقا دكتورة خلاص مش مصدقه انى خلاص حققت حلمى
مسحت امل على شعر فرح وهى تقبلها قائله:
_مبروك ياحبيبتى الف مبروك كنت واثقه انك هترفعى راسنا يالا اتصلى ببابا فرحيه
قفزت للداخل دون أن تجيبها وحملت هاتفها وأخبرت والدها
فَرِحَ كثيراً وعاد من عمله واحتفلا بها ومرت الأيام وفرح بالجامعة وتتفوق أكثر فقد أحبت دراسة الطب كثيراً، وكل عام بالجامعة تخرج بتقدير يؤهلها لعام جديد مشرق ممهد لها، وبعد مرور سبعه أعوام، تخرجت أمل من الجامعة بتقدير يؤهلها للعمل بأي مستشفى وبالفعل عُرِض عليها عمل بإحدى المستشفيات المعروفة
وافقت فرح دون تردد بذلك العمل الجديد المشوق ،رحبت بيومها الأول بالعمل بباعث من الحيوية والنشاط، تمر الأيام بعملها الجديد ويزداد ألمها لكنها تتجاهله كي لا تتأثر وتُقلق والديها، وأثناء انشغالها بعملها وجدت طبيب من اكبر الأطباء بالمشفى، دلف إلى غرفتها بالمشفى وطرق الباب فسمحت له بالدخول وعندما وجدته نهضت واقفة متجهة إلى باب الغرفة وشرعت في مد يدها لمصافحته وهى تقول:
_دكتور عبدالواحد ازى حضرتك اتفضل
بادلها السلام قائلا:
_بخير والحمدلله اخبار الشغل ايه ف المستشفى هنا
ردت بحماس شديد قائله:
_الشغل كويس جدا وانا مبسوطه بيه جدا
لمعت عيناه عندما وجد لهجه الفرحه التى تتحدث بها قائلا:
_شكلك بتحبى شغلك جدا وانا جتلك مخصوص عشان كدا
نظرت له بعدم فهم فتابع حديثه باهتمام قائلا:
_انا اتوسمت فيكى من اول مرة شوفتك انك شخصيه بتشتغل بِحُب وبدات اتابع التقارير والحالات اللى انتى بتابعيها واسئلهم عليكى والكل شكر فيكى وحتى الدكاتره هنا كلهم شكرو فيكى ف شغلك وباهتمامك بالمريض لحد كبير ودة اللى دافعنى انى اجى اطلب منك تشتغلى معايا الفتره دى ف المستشفى بتاعتى هى لسه جديدة وف مكان محتاج رعايه ولازم يكون فيه دكاتره شاطرة زيك فيها وانا طلبت من كل الدكاتره اللى اللى بيحبو شغلهم ومُتقنينه عشان يباشرو الشغل هناك الفتره دى
وانا عندى عمليه مهمه هنا لازم اعملها بنفسى وهسافر شهرين فلازم حد يكون محل ثقه يتابع الشغل هناك لغايه م ارجع ان شاء الله
كانت تستمع له بانتباه شديد وعقب انهائه صمتت برهة ثم تحدثت قائلة:
_انا فرحانه من كلام حضرت ومدحك ليا ودة وسام شرف ليا طبعا كمبتدئه ف المهنة ولسه بمارس بس...
قاطعها قائلا:
_من غير بس انا مقدر انك لسه خريجه من كام شهر بس اثبتى بجدارة انك تستحقى تكونى ف مكانه اعلى رغم صِغر سنك ودى مش شهادتى انا بس وعلى العموم انتى قدامك فتره تفكرى وتدرسى الموضوع كويس من جميع الجوانب والاتجاهات وتدينى قرار على نهايه الاسبوع دة
ابتسمت وهى تحرك رأسها موافقه
ثم ودعته قائلة:
_بإذن الله يادكتور هرد علي حضرتك ف اقرب فرصه هستشير اهلى بس
هزز رأسه موافقة، وخطا خارج الغرفة لتجلس هي على مقعد مكتبها وهى تفكر بما قاله فهي سعيدة بهذا العمل كثيرا كي تثبت جدارتها بمهنتها، تضاربت الأفكار وإذ بها وهى تفكر تعود لها النغزة مرة أخرى، لكن بشدة هذه المرة جعلتها تتألم بشدة وظلت تتأوه حتى ارتفع صوتها قليلا، ففتح باب الغرفة (شريف) زميلها بالمشفى وسألها عما بها فأجابت أن لا شيء يقلق، وأنها تحتاج لأخذ قسط من الراحة فقط، فأسندها حتى خرجت من المشفى وأوقفت إحدى سيارات الأجرة واخترقت الطريق إلى بيتها، وبدأت تتحسن حتى زال هذا الألم نهائيا، وعندما وصلت المنزل دلفت سريعا إلى أعلى ووجدت والدتها بالمطبخ فذهبت إليها تُقبلها قائلة:
_مامتى الحلوة عاملالى ايه انهارده
أجابت أمل:
_عملالك المكرونه اللى بالبشاميل اللى بتحبيها
هللت كالأطفال قائلة:
_هييييه اخيرا حنيتى عليا وعملتيهالى
ابتسم ثغر أمل قائله:
_مالك انهاردة يافروحتى عنيكى فيها كلام غير فرحة المكرونة
عقدت ساعديها أمام صدرها قائلة:_مش هتبطلى يا ام فرح تقرى افكارى بقا
ضحكت امل قائلة:
_طب بما انى قريت افكارك احكى اية اللى مخليكى فرحانه كدا
اخذت فرح تتجول بالمطبخ ذهاباً وإياباً وهى تسرد لوالدتها ماحدث معها
شق الخوف طريقه بقلب أمل ثم عقدت حاجبيها قائلة:
_عايزة تسافرى وتسيبينى يافرح وتروحى مكان متعرفيهوش لوحدك
اردفت فرح مطمئنه والدتها قائلة:
_متقلقيش ياماما هيبقا معايا دكاتره كبيره كمان مش شريف بس والدكاتره الصغيره اللى زى حالاتى والمكان هناك أمن وبعدين هما شهرين مش هتأخر عليكم وهكلمكم فيديو كول كل يوم متخافيش عليا ياماما انا نفسى اثبت نفسى ف شغلى مش انتى هتفرحى لما تشوفى بنتك بتعلى ف مجالها
ترقرقت دمعه بعين امل قائله:
_خلاص ياحبيبتى اعملى اللى تشوفيه طالما ف مصلحتك بس نشوف احمد هيقول ايه
وفور عودة احمد من عمله وأثناء تناولهم الطعام بدأت أمل وفرح بسرد ما حدث فتبادلا احمد وأمل بعض النظرات ثم صمت بأحمد بُرهة من الزمن يفكر فيما قالاه أمل وفرح ثم لمعت عينيه بنظره خوف ثم بدلها سريعاً وهو ينهض متجها لفرح ممسكا بكتفيها قائلا:
_ارفعى راسى انا وامك هناك وطمنينا عليكى باستمرار
اتسعت حدقتها وهى تقبله قائلة:
_يعنى موافق يا بابا أنا بحبك أوى أنت وماما ربنا يخليكوا ليا ومتقلقوش عليا بنتكم راجل
تبادلا الضحكات ومازالت عينا امل شاردة بعيداً
وفى الليلة التالية ذهبت فرح لدكتور عبد الواحد لتخبره بموافقتها
رمقها بنظرة ثقة وأخبرها بأنه سينتظرها ودعا لها الله أن يوفقها ،ومر الأسبوع سريعا وعقب انهاء الطبيب العملية التي أجراها أخبر جميع الأطباء اللذين دعاهم لمباشره العمل بالمشفى الخاصة به أن يقومون بترتيب أمورهم للسفر غداً
*****************
وعندما وصلا الدار وجدا سيدة تبكى أمام باب الدار حاملة طفلة بين يديها اتجهت أمل إليها لتسألها عما بها ،سردت لهم قصتها وأخبرتهم بوعيد زوجها لها وأنها أتت كي تضع ابنتها هنا لتتخلص منها، تبادلا النظرات بعدم تصديق واستيعاب، وحاولا أن يقنعاها بأن تعود عن قرارها، لكنها كانت مصرة وحاسمة أمرها فنظر احمد لأمل وقد جالت بخاطرهما نفس الفكرة وبدأ الأمل يشع بعيونهم فنظرت أمل لأحمد بتساؤل عن ما يدور بذهنهما فحرك احمد رأسه موافقة عما تفكر به
فقطعت أمل حاجز الصمت قائلة للسيدة:
_احنا هنا عشان نتبنى طفلة من جوا عشان ربنا ما اردش انه يرزقنا بأطفال بس بدل انتى جاية تدخلي بنتك الدار هنا فإحنا ممكن ناخدها منك بالفلوس اللي تطلبيها.
صمتت لحظات ثم التفتت إليهم قائلة:
_هتدفعوا أى حاجه أطلبها
حرك الاثنان رأسيهما موافقة
وقام ثلاثتهم بالاتفاق وحملت أمل الطفلة بين يديها وتقبلها وهى لا تصدق وتدمع عيناها فرحاً وهى تنظر للرضيعة التي بين يديها التي تضع أحد أصابعها بفمها بشكل طفولي جميل، وقام احمد بأخذ تلك السيدة ودفع لها ما طلبته من نقود وأخذاها دون النظر لعواقب الأمور، ودون إبلاغ القوى الأمنية بما حدث واعتبراها ابنتهم ومن صُلبهم، ولم يخبرا أحد بحقيقة الأمر ودفناه بينهما وتعاهدا على كتم هذا السر .
وعندما عادا إلى المنزل وفور وصولهم سألها أحمد:
_هتسميها ايه.؟
اجابت دون النظر اليه وكأنها تعلم سؤاله
_فرح هسميها فرح
لمعت عيناه مؤيداً اياها قائلا:
_وانا كمان رأيي نسميها فرح
ابتسمت قائله نروح نسجلها بكرة.
و فى اليوم التالي قام بتسجيلها بالاسم الذى اتفقا عليه، وعند وصوله المنزل وجد زوجته تهدهد الطفلة وتقوم بمداعبتها فذهب اليها وأعطاها الأشياء التي طلبتها لمراعاة طفلتهما الجديدة
وفي يوم عند عودة احمد من عملهِ وأثناء تناولهما الطعام تنحنحت أمل قائلة:
_ينفع يا احمد ناخد فرح وننقل القاهرة وتروح شغلك هناك زى ما كان مطلوب منك من فترة
التفت إليها منتبها قائلا:
_اشمعنا ما انتى كنت رافضة رفض نهائي
نظرت نظره حانية تجاه فرح النائمة بجانبهما قائلة:
_نفسي فرح تتربى في القاهرة وتتعلم فيها، أكيد هناك العيشة أحسن
نظر لها بتفهم قائلا:
_حاضر يا حبيبتى هتكلم واستفسر ف الموضوع دة بكره متشيليش هم انتى
قبلته وهى تضع الطعام بفمه قائله: _ربنا يخليك ليا
وبعد مرور بضعة أيام كان احمد قد سلك جميع السُبل للانطلاق إلى القاهرة وقد كللت هذه الطرق جميعها بالنجاح، واتفق مع رؤساءه بالعمل أن السفر سيكون ببداية الشهر القادم، أخبر أمل بذلك وفرحت فرحاً شديداً وقامت بتجهيز أشيائهم استعداداً للانطلاق لان هناك أيام قليله على بداية الشهر
*****************
مع بداية الشهر قد قام احمد بجميع إجراءات السفر وقد قام بالاتفاق مع صديقه بالقاهرة أن يستأجر لهم منزلاً بالقرب من فرع الشركة هناك، ويقوم بتجهيزه من جميع ما يحتاجه من أثاث وأغراض، وفور وصولهم القاهرة وانتقالهم إلى منزلهم الجديد اتفق احمد مع أمل بأن يتجولا قليلا بشوارع القاهرة وقام معها بجولة فرحت بها أمل كثيرا، وقاما بالاتفاق والتخطيط معاً على ما سيحدث بالأيام المقبلة ووضعا مخططا للحياة هنا.
وبمرور الأيام كانت تكبر فرح أمام أعينهم، يعتنون بها كأب وأم حقيقيين فقد شعرا بذلك تماماً خصيصا، عندما سمعا كلمة (بابا وماما) فتعلقا بها تعلقاً شديداً.
كَبِرت فرح بينهم وجاء موعد التحاقها بالمدرسة وقد قام احمد بمعرفه جميع التفاصيل حول المدارس القريبة منهم، وقد وجد مدرسة تكاد تقربهم كثيرة فهي مدرسة ليست حكومية، وقد علم إنها مدرسة جيدة تماماً وستتخرج منها إلى الجامعة مباشرةً فالمدرسة سوف تضمها جميع مراحل دراستها.
انتقلت فرح إلى المدرسة التي أحبتها كثيرا وتعرفت على أصدقاء كثيرة هناك وتأقلمت على هذا الوضع وكانا أمل واحمد مسروران لِما يراهُ أمام أعينهم من تقدم ونجاح بفرح.
فكانت فرح متفوقة كثيراً بدراستها وذلك بفضل رعاية أبويها لها واهتمامهم بها بدراستها كثيراً.
مرت الأيام وفرح تثبت لهم تفوقها العلمي رويداً رويداً، حتى دخلت المرحلة الثانوية، وسلكت الطريق العلمي، فهي تريد أن تُصبح طبيبة، لم يعترض والداها وسانداها كثيرا كي تحقق ما حلمت به، وبالفعل قضت فرح ليلها ونهارها تدرس وتدرس وكلما انكبت على كتابها تشعر بنغزة وألم بقلبها لكنها لم تعيره انتباها وتظل تدرس حتى جاء موعد الامتحانات، وقد أدتها بنجاح كالمتوقع منه، وعند إعلان النتيجة أخبراها والداها أنها حصلت على درجات تجعلها تسلك الطريق الذي حلمت به، وبالاتفاق مع والديها وبعدما استخارت ربها، قامت بالتقديم في كليه الطب. وبعد أيام كانت تجلس على حاسوبها المحمول وإذ بها تصرخ وتهلل
انتفضت أمل وذهبت إليها قائلة:
_فى ايه يافرح
اخذت تقفز فرح وهى تحتضن امها قائله:
_انا اتقبلت ف طب يا ماما انا هبقا دكتورة خلاص مش مصدقه انى خلاص حققت حلمى
مسحت امل على شعر فرح وهى تقبلها قائله:
_مبروك ياحبيبتى الف مبروك كنت واثقه انك هترفعى راسنا يالا اتصلى ببابا فرحيه
قفزت للداخل دون أن تجيبها وحملت هاتفها وأخبرت والدها
فَرِحَ كثيراً وعاد من عمله واحتفلا بها ومرت الأيام وفرح بالجامعة وتتفوق أكثر فقد أحبت دراسة الطب كثيراً، وكل عام بالجامعة تخرج بتقدير يؤهلها لعام جديد مشرق ممهد لها، وبعد مرور سبعه أعوام، تخرجت أمل من الجامعة بتقدير يؤهلها للعمل بأي مستشفى وبالفعل عُرِض عليها عمل بإحدى المستشفيات المعروفة
وافقت فرح دون تردد بذلك العمل الجديد المشوق ،رحبت بيومها الأول بالعمل بباعث من الحيوية والنشاط، تمر الأيام بعملها الجديد ويزداد ألمها لكنها تتجاهله كي لا تتأثر وتُقلق والديها، وأثناء انشغالها بعملها وجدت طبيب من اكبر الأطباء بالمشفى، دلف إلى غرفتها بالمشفى وطرق الباب فسمحت له بالدخول وعندما وجدته نهضت واقفة متجهة إلى باب الغرفة وشرعت في مد يدها لمصافحته وهى تقول:
_دكتور عبدالواحد ازى حضرتك اتفضل
بادلها السلام قائلا:
_بخير والحمدلله اخبار الشغل ايه ف المستشفى هنا
ردت بحماس شديد قائله:
_الشغل كويس جدا وانا مبسوطه بيه جدا
لمعت عيناه عندما وجد لهجه الفرحه التى تتحدث بها قائلا:
_شكلك بتحبى شغلك جدا وانا جتلك مخصوص عشان كدا
نظرت له بعدم فهم فتابع حديثه باهتمام قائلا:
_انا اتوسمت فيكى من اول مرة شوفتك انك شخصيه بتشتغل بِحُب وبدات اتابع التقارير والحالات اللى انتى بتابعيها واسئلهم عليكى والكل شكر فيكى وحتى الدكاتره هنا كلهم شكرو فيكى ف شغلك وباهتمامك بالمريض لحد كبير ودة اللى دافعنى انى اجى اطلب منك تشتغلى معايا الفتره دى ف المستشفى بتاعتى هى لسه جديدة وف مكان محتاج رعايه ولازم يكون فيه دكاتره شاطرة زيك فيها وانا طلبت من كل الدكاتره اللى اللى بيحبو شغلهم ومُتقنينه عشان يباشرو الشغل هناك الفتره دى
وانا عندى عمليه مهمه هنا لازم اعملها بنفسى وهسافر شهرين فلازم حد يكون محل ثقه يتابع الشغل هناك لغايه م ارجع ان شاء الله
كانت تستمع له بانتباه شديد وعقب انهائه صمتت برهة ثم تحدثت قائلة:
_انا فرحانه من كلام حضرت ومدحك ليا ودة وسام شرف ليا طبعا كمبتدئه ف المهنة ولسه بمارس بس...
قاطعها قائلا:
_من غير بس انا مقدر انك لسه خريجه من كام شهر بس اثبتى بجدارة انك تستحقى تكونى ف مكانه اعلى رغم صِغر سنك ودى مش شهادتى انا بس وعلى العموم انتى قدامك فتره تفكرى وتدرسى الموضوع كويس من جميع الجوانب والاتجاهات وتدينى قرار على نهايه الاسبوع دة
ابتسمت وهى تحرك رأسها موافقه
ثم ودعته قائلة:
_بإذن الله يادكتور هرد علي حضرتك ف اقرب فرصه هستشير اهلى بس
هزز رأسه موافقة، وخطا خارج الغرفة لتجلس هي على مقعد مكتبها وهى تفكر بما قاله فهي سعيدة بهذا العمل كثيرا كي تثبت جدارتها بمهنتها، تضاربت الأفكار وإذ بها وهى تفكر تعود لها النغزة مرة أخرى، لكن بشدة هذه المرة جعلتها تتألم بشدة وظلت تتأوه حتى ارتفع صوتها قليلا، ففتح باب الغرفة (شريف) زميلها بالمشفى وسألها عما بها فأجابت أن لا شيء يقلق، وأنها تحتاج لأخذ قسط من الراحة فقط، فأسندها حتى خرجت من المشفى وأوقفت إحدى سيارات الأجرة واخترقت الطريق إلى بيتها، وبدأت تتحسن حتى زال هذا الألم نهائيا، وعندما وصلت المنزل دلفت سريعا إلى أعلى ووجدت والدتها بالمطبخ فذهبت إليها تُقبلها قائلة:
_مامتى الحلوة عاملالى ايه انهارده
أجابت أمل:
_عملالك المكرونه اللى بالبشاميل اللى بتحبيها
هللت كالأطفال قائلة:
_هييييه اخيرا حنيتى عليا وعملتيهالى
ابتسم ثغر أمل قائله:
_مالك انهاردة يافروحتى عنيكى فيها كلام غير فرحة المكرونة
عقدت ساعديها أمام صدرها قائلة:_مش هتبطلى يا ام فرح تقرى افكارى بقا
ضحكت امل قائلة:
_طب بما انى قريت افكارك احكى اية اللى مخليكى فرحانه كدا
اخذت فرح تتجول بالمطبخ ذهاباً وإياباً وهى تسرد لوالدتها ماحدث معها
شق الخوف طريقه بقلب أمل ثم عقدت حاجبيها قائلة:
_عايزة تسافرى وتسيبينى يافرح وتروحى مكان متعرفيهوش لوحدك
اردفت فرح مطمئنه والدتها قائلة:
_متقلقيش ياماما هيبقا معايا دكاتره كبيره كمان مش شريف بس والدكاتره الصغيره اللى زى حالاتى والمكان هناك أمن وبعدين هما شهرين مش هتأخر عليكم وهكلمكم فيديو كول كل يوم متخافيش عليا ياماما انا نفسى اثبت نفسى ف شغلى مش انتى هتفرحى لما تشوفى بنتك بتعلى ف مجالها
ترقرقت دمعه بعين امل قائله:
_خلاص ياحبيبتى اعملى اللى تشوفيه طالما ف مصلحتك بس نشوف احمد هيقول ايه
وفور عودة احمد من عمله وأثناء تناولهم الطعام بدأت أمل وفرح بسرد ما حدث فتبادلا احمد وأمل بعض النظرات ثم صمت بأحمد بُرهة من الزمن يفكر فيما قالاه أمل وفرح ثم لمعت عينيه بنظره خوف ثم بدلها سريعاً وهو ينهض متجها لفرح ممسكا بكتفيها قائلا:
_ارفعى راسى انا وامك هناك وطمنينا عليكى باستمرار
اتسعت حدقتها وهى تقبله قائلة:
_يعنى موافق يا بابا أنا بحبك أوى أنت وماما ربنا يخليكوا ليا ومتقلقوش عليا بنتكم راجل
تبادلا الضحكات ومازالت عينا امل شاردة بعيداً
وفى الليلة التالية ذهبت فرح لدكتور عبد الواحد لتخبره بموافقتها
رمقها بنظرة ثقة وأخبرها بأنه سينتظرها ودعا لها الله أن يوفقها ،ومر الأسبوع سريعا وعقب انهاء الطبيب العملية التي أجراها أخبر جميع الأطباء اللذين دعاهم لمباشره العمل بالمشفى الخاصة به أن يقومون بترتيب أمورهم للسفر غداً
*****************
رتبت فرح جميع أشيائها استعداداً للسفر وجاء
موعد سفرها وقد أسدلت ستائر الحزن أرجاء المنزل لتوديعها، وبكت أمل كثيراً كأنها
ستفقدها للأبد ودعها احمد داعياً لها الله، وشقت
فرح طريقها للسفر مع بعض الأطباء، وذهبت للمشفى وفور وصولهم جميعا بدؤوا بتفحص
المكان، وأولهم فرح التي تفحصتها بشدة ووجدتها معدة بأحدث العدد، رغم وجود
المستشفى بمكان رديء ولكن أنالت إعجابها كثيراً وانكبت على عملها. وتمر الأيام
بداخل المستشفى تتابع الحالات وتنتقل من غرفة لأخرى وأنهكها العمل كثيرا لكنها
كانت فَرِحه بذلك، لكن زاد ألمها الذي تتجنبه منذ فتره ولكن ما جَدْ هذه الفترة أنها
لاحظت وجود بعض البقع الصفراء بجسدها حتى أنها بدأت بالظهور على وجهها أيضا، ولكن
قليلا بالمقارنة بباقي جسدها وعند رؤيتها لها شردت قليلا، وأيقنت أن ما كانت تشك
به صحيح ولكن كيف!!!
أفاقت من شرودها على صوت طرقات على مكتبها من (شريف) وهو يقول:
_ايه يابنتى بقالى ساعه بكلمك
تنحنحت متأسفه
_آسفه يادكتور مخدتش بالى
نظر لها بتفهم قائلا:
_اهلك وحشوكى صح
_اه فعلا وحشونى جدا...يالا انا مضطره اقوم للمريض اللى ف اوضه 27 عشان اعمل تقرير بحالته اردف قائلا:
_انا كنت جايلك عشان أقولك كدا اصلا
_شكرا يادكتور
وتركته واتجهت إلى هذه الغرفة أطمئنت على المريض، وكتبت تقريراً بحالته وعند خروجها وجدت ممرضة خارج الغرفة تنتظرها، وفور خروجها طلبت منها أن تُلقى نظرة على مريض أتى إلى المشفى تواً ،أدخلته غرفة وسألته بعض الأسئلة وملامحها بدأت تتغير رويداً رويداً وعقدت حاجبيها وهى تسأله:
_من امتى وانت بتحس بالالم دة يا أستاذ إسماعيل
أجابها:
_مش فاكر يا بنتى بس دة من فترة كبيرة وكنت بقول ربنا يسترها بس الفترة دي التعب زاد عليا لدرجه أنى ساعات مبقدرش اخد نفسى واحس بروحى بتروح منى و ممكن اقع من طولى ف وسط المجلس وهناك شاروا عليا اجى هنا المستشفى عشان جديدة وبيشكرو فيها وف التعامل فيها
ربتت على كتفه وهى تقول:
_ان شاء الله خير يا استاذ اسماعيل
انت هتفضل معانا شوية تعمل تحاليل واشعة عشان نطمن عليك
واعتنت به كثيراً حتى انتهى عمل التحاليل، وانتظرت النتيجة باهتمام شديد ولكن بدا عليها التعب عند استلامها النتائج، فجلست بأول مقعد قابلته وقامت بالاتصال بشريف فمنذ مجيئها هذه المستشفى وقد توطدت العلاقة بهم وأصبح بينهم صداقة شديدة فتحدثت معه وطلبت منه أن يتولى أمره بباقي الفحوصات. وأشرف شريف على حالته وحجز له غرفه بالمشفى واخبره انه كان على وشك الإصابة بتصلب شرايين، وأنه أتى بوقت مناسب كي يقوموا معه باللازم وقام شريف بالاعتناء به وذهب ليُطمئن فرح، فدلف غرفتها وجد وجوما على وجهها سألها:
_فى ايه يادكتور فرح مالك
_مفيش حسيت بشوية صداع
_سلامتك طب روحى بدل تعبانه
_لاء مانا هبقا كويسه دلوقتى
تركها لتشرد وتجول أسئلة بخاطرها ولكن سرعان ما نفضت عن كل ذلك وذهبت لتطمئن على المريض بنفسها وأخذت تشرف على حالته لمدة أسبوعان وكل يوم تزداد دهشتها حول ذلك الرجل.
وبيوم عند أثناء انصرافها من المستشفى أضاء بخاطرها مخطط ما، فعادت مرة أخرى وذهبت للمكان المخصص لعمل التحاليل وقامت بالاتفاق مع المسئولة هُناك أن لا تخبر أحدا بتلك التحاليل، وعادت إلى المنزل المخصص لها بهذه القرى الغريبة وذهنها مشوش تماما تنتظر الصباح وجفنها لم يتذوق النوم لحظة واحدة فاقت من وجومها على صوت آذان الفجر، وضعت سجادة الصلاة وظلت تدعو الله كثيرا وتتلو آيات من القرآن حتى أشرق الصباح، فقامت بتبديل ملابسها وتوجهت لعملها وكانت وجهتها صائبة، غرفة التحاليل فقط التقطت التحاليل من المسئولة ودلفت بها إلى غرفتها بالمشفى سريعا كي تتفحصها بعناية تامة بدأت تتفحصها وتبدو الصدمة واضحة عليها وأخذت تحدث نفسها قائلة:
_يعنى طلع شكي صح واللي بفكر فيه طلع صح
مرض وراثي بحت بس ازاى يعنى نفس نتايج أستاذ إسماعيل ونفس النسب في كل التحاليل تطلع واحدة، ازاى يعنى استحاله تكون صدفة للدرجه دى
انا لازم اتأكد من الموضوع دة بنفسى
اخرجها شريف من شرودها قائلا:
ازيك يادكتور فرح أخبارك ايه انهاردة
ردت دون النظر له
_الحمدلله يادكتور بخير... قولى استاذ اسماعيل عامل ايه
نظر لها نظره عدم فهم قائلا:
_الحمدلله بخير بس ايه سر اهتمامك الزايد للمريض دة خصوصا
أردفت بعين زائغه عنه قائله:
_عادى زى اى مريض... انا هروح اشوفه واشوف باقى المرضى
وتوجهت إلى غرفة استاذ اسماعيل وبدأت تتحدث معه وتسأله بعض الاسئله عن حالته وبعض اسئلة عن حياته الخاصه
وذهبت إلى غرفتها وانتظرت ليلاً لتنفذ المخطط الذى جال بخاطرها
وتوجهت إلى غرفته ليلاً وبعد انصراف أغلب الاطباء والعمال وعندما علمت انه ذهب إلى النوم ددلفت إلى غرفته وأغلقت الباب بهدوء حتى لايشعر أحد وضعت له مادة مُخدره كى لا يشعر وقامت بسحب عينه من الدم ودلفت ببطىء شديد خارج الغرفه وفور خروجها وجدت شريف أمامها مباشره شهقت من الفزع فوضع يده على فمها قائلا:
_وطى صوتك وقوليلى بتعملى ايه انتى بقيتى مُريبه وأنا لازم افهم
تنتحت بخوف باعث من نظراتها قائله:
_هفهمك بس تساعدنى
حرك رأسه موافقة وذهبا الى غرفتها
*****************
أفاقت من شرودها على صوت طرقات على مكتبها من (شريف) وهو يقول:
_ايه يابنتى بقالى ساعه بكلمك
تنحنحت متأسفه
_آسفه يادكتور مخدتش بالى
نظر لها بتفهم قائلا:
_اهلك وحشوكى صح
_اه فعلا وحشونى جدا...يالا انا مضطره اقوم للمريض اللى ف اوضه 27 عشان اعمل تقرير بحالته اردف قائلا:
_انا كنت جايلك عشان أقولك كدا اصلا
_شكرا يادكتور
وتركته واتجهت إلى هذه الغرفة أطمئنت على المريض، وكتبت تقريراً بحالته وعند خروجها وجدت ممرضة خارج الغرفة تنتظرها، وفور خروجها طلبت منها أن تُلقى نظرة على مريض أتى إلى المشفى تواً ،أدخلته غرفة وسألته بعض الأسئلة وملامحها بدأت تتغير رويداً رويداً وعقدت حاجبيها وهى تسأله:
_من امتى وانت بتحس بالالم دة يا أستاذ إسماعيل
أجابها:
_مش فاكر يا بنتى بس دة من فترة كبيرة وكنت بقول ربنا يسترها بس الفترة دي التعب زاد عليا لدرجه أنى ساعات مبقدرش اخد نفسى واحس بروحى بتروح منى و ممكن اقع من طولى ف وسط المجلس وهناك شاروا عليا اجى هنا المستشفى عشان جديدة وبيشكرو فيها وف التعامل فيها
ربتت على كتفه وهى تقول:
_ان شاء الله خير يا استاذ اسماعيل
انت هتفضل معانا شوية تعمل تحاليل واشعة عشان نطمن عليك
واعتنت به كثيراً حتى انتهى عمل التحاليل، وانتظرت النتيجة باهتمام شديد ولكن بدا عليها التعب عند استلامها النتائج، فجلست بأول مقعد قابلته وقامت بالاتصال بشريف فمنذ مجيئها هذه المستشفى وقد توطدت العلاقة بهم وأصبح بينهم صداقة شديدة فتحدثت معه وطلبت منه أن يتولى أمره بباقي الفحوصات. وأشرف شريف على حالته وحجز له غرفه بالمشفى واخبره انه كان على وشك الإصابة بتصلب شرايين، وأنه أتى بوقت مناسب كي يقوموا معه باللازم وقام شريف بالاعتناء به وذهب ليُطمئن فرح، فدلف غرفتها وجد وجوما على وجهها سألها:
_فى ايه يادكتور فرح مالك
_مفيش حسيت بشوية صداع
_سلامتك طب روحى بدل تعبانه
_لاء مانا هبقا كويسه دلوقتى
تركها لتشرد وتجول أسئلة بخاطرها ولكن سرعان ما نفضت عن كل ذلك وذهبت لتطمئن على المريض بنفسها وأخذت تشرف على حالته لمدة أسبوعان وكل يوم تزداد دهشتها حول ذلك الرجل.
وبيوم عند أثناء انصرافها من المستشفى أضاء بخاطرها مخطط ما، فعادت مرة أخرى وذهبت للمكان المخصص لعمل التحاليل وقامت بالاتفاق مع المسئولة هُناك أن لا تخبر أحدا بتلك التحاليل، وعادت إلى المنزل المخصص لها بهذه القرى الغريبة وذهنها مشوش تماما تنتظر الصباح وجفنها لم يتذوق النوم لحظة واحدة فاقت من وجومها على صوت آذان الفجر، وضعت سجادة الصلاة وظلت تدعو الله كثيرا وتتلو آيات من القرآن حتى أشرق الصباح، فقامت بتبديل ملابسها وتوجهت لعملها وكانت وجهتها صائبة، غرفة التحاليل فقط التقطت التحاليل من المسئولة ودلفت بها إلى غرفتها بالمشفى سريعا كي تتفحصها بعناية تامة بدأت تتفحصها وتبدو الصدمة واضحة عليها وأخذت تحدث نفسها قائلة:
_يعنى طلع شكي صح واللي بفكر فيه طلع صح
مرض وراثي بحت بس ازاى يعنى نفس نتايج أستاذ إسماعيل ونفس النسب في كل التحاليل تطلع واحدة، ازاى يعنى استحاله تكون صدفة للدرجه دى
انا لازم اتأكد من الموضوع دة بنفسى
اخرجها شريف من شرودها قائلا:
ازيك يادكتور فرح أخبارك ايه انهاردة
ردت دون النظر له
_الحمدلله يادكتور بخير... قولى استاذ اسماعيل عامل ايه
نظر لها نظره عدم فهم قائلا:
_الحمدلله بخير بس ايه سر اهتمامك الزايد للمريض دة خصوصا
أردفت بعين زائغه عنه قائله:
_عادى زى اى مريض... انا هروح اشوفه واشوف باقى المرضى
وتوجهت إلى غرفة استاذ اسماعيل وبدأت تتحدث معه وتسأله بعض الاسئله عن حالته وبعض اسئلة عن حياته الخاصه
وذهبت إلى غرفتها وانتظرت ليلاً لتنفذ المخطط الذى جال بخاطرها
وتوجهت إلى غرفته ليلاً وبعد انصراف أغلب الاطباء والعمال وعندما علمت انه ذهب إلى النوم ددلفت إلى غرفته وأغلقت الباب بهدوء حتى لايشعر أحد وضعت له مادة مُخدره كى لا يشعر وقامت بسحب عينه من الدم ودلفت ببطىء شديد خارج الغرفه وفور خروجها وجدت شريف أمامها مباشره شهقت من الفزع فوضع يده على فمها قائلا:
_وطى صوتك وقوليلى بتعملى ايه انتى بقيتى مُريبه وأنا لازم افهم
تنتحت بخوف باعث من نظراتها قائله:
_هفهمك بس تساعدنى
حرك رأسه موافقة وذهبا الى غرفتها
*****************
بدأت فرح تسرد لشريف عن مرضها وما تشعر به منذ
سنوات وان منذ مجيئها هنا بدأت تتأكد ان ماتشعر به وتراه أعراض (Hypercholesterolemia) وأنها كانت تظن أن تشخيصها خطأ لأنه مرض وراثي،
وهى تعلم أن والديها ليس لديهما هذا المرض وأنها واثقة من ذلك، وأنها كانت تتجاهل
الموضوع ولكنها بدأت بالتفكير فيه مرة أخرى عندما رأت ذلك المريض الذي يُدعى
إسماعيل وأن أعراضه متشابهة تماما مع أعراضها، وأنها منذ رأته تشعر وكأنها تعرفه
وأخبرته بأن نتائج تحليلهما كانت واحدة بنفس النسب وأنها قررت أن تحسم أمرها وتأخذ
عينه دم منه ومنها وتقوم بعمل تحليل (DNA)
كان يستمع لها باهتمام شديد ويبدو عليه عدم الاقتناع وعقب انتهائها بدأ بالكلام قائلا:
_انتى أكيد مش طبيعيه ازاى واحد اعراض مرضه تتشابه مع اعراضك تعمليه ابوكى وتبقى عايزة تتاكدى من دة
_ماقولتش أبويا بس يمكن فى صله قرابه خلت المرض دة يجيلى وانا سألته عن حياته الخاصه معرفتش اوصل لحاجه فقولت اتاكد بس عشان تفكيرى مشتت خالص من وقت ماجه
نظر لها بامتعاض قائلا:
_انا مش مقتنع بكلامك بس هفضل معاكى واساعدك عشان تتأكدى وتتطمنى
نظرت له بإمتنان قائله:
_شكرا ليك ياشريف
وعقب إنهاء حديثهم اتجها معها بعينات الدم باتجاه غرفه التحليل وهى تعلم أن نتائج هذه التحليل تأخذ فتره من الوقت فأخبرتها طبيبه التحاليل أن النتيجة ستظهر بعد مرور أسبوعين
طمئنها شريف وأوصلها المنزل ظلت تفكر طيلة الليل ومر الأسبوعان ببطيء شديد وجاء وقت النتيجة المُنتظرة، خرجت من منزلها لتجد شريف أمامها ابتسم ثغرها وشكرته على عدم تركها وحدها، وذهبا معا للمشفى واتجها مباشرةً لمكان التحاليل وأخذت التحاليل وأعطتها لشريف كي يخبرها هو ما تحمله طياتها
بدأ شريف بتفحصها باعتناء، وبدأت ملامحه تتبدل وتبدو عليه الصدمة نظرت له وهى تتصبب عرقا قائلة:
_طمنى ياشريف النتيجه جواها اية
لم يجب عليها وابتعد بنظراته عنها فأخذت النتيجة بين يديه بعنف وقلق، وأخذت تتفحصها وتتسع حدقة عينيها تدريجياً وانفرج فمها، ثم لم تشعر بما يحدث حولها فأصابها دوار شديد وسقطت أرضا، فحملها شريف بين يديه ذاهبا بها إلى أي غرفه فارغة، وحاول إفاقتها لكن دون جدوى، فقد كانت الصدمة كافية لتخرجها عن وعيها حمل هاتفها وضغط على أزراره ليختار الاسم المدون (ببابا) وكلمه بأسى يسرد له ما حدث ثم اخبره أنهم على مشارف الوصول للقاهرة
*****************
عندما سمع أحمد ما قاله شريف لم يُصدق ما حدث وأمل بجانبه تريد أن تفهم ما يحدث سرد لها ماأخبره شريف ظلت تبكى قائلة :
_أنا كنت خايفة من سفرية الصعيد دى مش قولتلك يا احمد من ساعه ماقالت وافقت ليه
أخذ يُهدئها قائلا:
_كنت عايزها تحقق حلمها يا امل انتى مشوفتيش فرحتها كانت عامله ازاى كنت عايز اشوفها ناجحة
ازداد نحيب أمل بالبكاء قائله:
_لو فرح جرالها حاجه انا ممكن يجرالى حاجه...انا اه مش امها اللى تعبت ف حملها وولادتها بس انا اللى ربيتها وكبرتها بعد ما امها رمتها
ربت أحمد على كتفها ومسح دموعها قائلا:
_لعله خير خليكى واثقه ف ربنا وقومى صلى وادعيلها
تبعته وقامت بغسل وجهها وشرعت فى الوضوء واتجهت للصلاه مباشرة ويزداد بكائها بالصلاه وهى تدعو بأن تنجو إبنتها لما هى في
*********************
كان يستمع لها باهتمام شديد ويبدو عليه عدم الاقتناع وعقب انتهائها بدأ بالكلام قائلا:
_انتى أكيد مش طبيعيه ازاى واحد اعراض مرضه تتشابه مع اعراضك تعمليه ابوكى وتبقى عايزة تتاكدى من دة
_ماقولتش أبويا بس يمكن فى صله قرابه خلت المرض دة يجيلى وانا سألته عن حياته الخاصه معرفتش اوصل لحاجه فقولت اتاكد بس عشان تفكيرى مشتت خالص من وقت ماجه
نظر لها بامتعاض قائلا:
_انا مش مقتنع بكلامك بس هفضل معاكى واساعدك عشان تتأكدى وتتطمنى
نظرت له بإمتنان قائله:
_شكرا ليك ياشريف
وعقب إنهاء حديثهم اتجها معها بعينات الدم باتجاه غرفه التحليل وهى تعلم أن نتائج هذه التحليل تأخذ فتره من الوقت فأخبرتها طبيبه التحاليل أن النتيجة ستظهر بعد مرور أسبوعين
طمئنها شريف وأوصلها المنزل ظلت تفكر طيلة الليل ومر الأسبوعان ببطيء شديد وجاء وقت النتيجة المُنتظرة، خرجت من منزلها لتجد شريف أمامها ابتسم ثغرها وشكرته على عدم تركها وحدها، وذهبا معا للمشفى واتجها مباشرةً لمكان التحاليل وأخذت التحاليل وأعطتها لشريف كي يخبرها هو ما تحمله طياتها
بدأ شريف بتفحصها باعتناء، وبدأت ملامحه تتبدل وتبدو عليه الصدمة نظرت له وهى تتصبب عرقا قائلة:
_طمنى ياشريف النتيجه جواها اية
لم يجب عليها وابتعد بنظراته عنها فأخذت النتيجة بين يديه بعنف وقلق، وأخذت تتفحصها وتتسع حدقة عينيها تدريجياً وانفرج فمها، ثم لم تشعر بما يحدث حولها فأصابها دوار شديد وسقطت أرضا، فحملها شريف بين يديه ذاهبا بها إلى أي غرفه فارغة، وحاول إفاقتها لكن دون جدوى، فقد كانت الصدمة كافية لتخرجها عن وعيها حمل هاتفها وضغط على أزراره ليختار الاسم المدون (ببابا) وكلمه بأسى يسرد له ما حدث ثم اخبره أنهم على مشارف الوصول للقاهرة
*****************
عندما سمع أحمد ما قاله شريف لم يُصدق ما حدث وأمل بجانبه تريد أن تفهم ما يحدث سرد لها ماأخبره شريف ظلت تبكى قائلة :
_أنا كنت خايفة من سفرية الصعيد دى مش قولتلك يا احمد من ساعه ماقالت وافقت ليه
أخذ يُهدئها قائلا:
_كنت عايزها تحقق حلمها يا امل انتى مشوفتيش فرحتها كانت عامله ازاى كنت عايز اشوفها ناجحة
ازداد نحيب أمل بالبكاء قائله:
_لو فرح جرالها حاجه انا ممكن يجرالى حاجه...انا اه مش امها اللى تعبت ف حملها وولادتها بس انا اللى ربيتها وكبرتها بعد ما امها رمتها
ربت أحمد على كتفها ومسح دموعها قائلا:
_لعله خير خليكى واثقه ف ربنا وقومى صلى وادعيلها
تبعته وقامت بغسل وجهها وشرعت فى الوضوء واتجهت للصلاه مباشرة ويزداد بكائها بالصلاه وهى تدعو بأن تنجو إبنتها لما هى في
*********************
ترك شريف الصعيد كاملا وقام بتسليم المشفى لأستاذ
عبد الواحد بعد استئذانه منه أن يعود بفرح لبلدتها والاهتمام بحالتها هُناك.
شق شريف طريقه للقاهرة بعد مرور يومين من صدمتها وفرح على نفس الوضع تفيق من سُباتها تظل تصرخ وتُتَمتم بكلمات غير واضحة وتعود لسُباتها.
وكان شريف بجانبها حزينا طيلة اليومين، وفور وصولهم وجد الوجوم والحزن اعتلى وجهي والديها، وفور رؤية أمل لفرح ظلت تبكى بشدة، واحمد يجلس حزينا بجانبها يتحسس وجهها وشعرها المنسدل بجانبها فنظر شريف لهم بعتاب قائلا:
_ممكن افهم اللى انا وفرح عرفناه دة ايه
نظر له والدها بأسى والدمعه المتحجرة بعينيه تشق طريقها على وجهه قائلا:
أنا هحكيلك اللى حصل بس طمنى فرح مالها، أخبره شريف أنها بحالة صراع نفسي حاد تهرب منه إلى النوم، وذلك سيستمر فترة حتى تسترد وعيها مرة أخرى، شعر أمل واحمد بالذنب وبدأ احمد يسرد له القصة من بدايتها وبدا على احمد عدم الاستيعاب ثم قال:
_يعنى ابوها وامها الأصليين يرموها ومتفرقش معاهم وميعرفوش مصيرها هيبقا ايه واللى ياخدوها يربوها يخبوا عليها خوفاً من الصدمة وميعرفوش اضرار اللى هتحس بيه لو عرفت متأخر،بدأ صوته يرتفع وبدا الغضب يتطاير بعينيه وبصوته قائلا:
عاجبكم حالها كدا ياعالم عقلها الباطن ونفسها هيودوها لفين، هى بتتخبط دلوقتى وف عالم تانى ملوش حدود، ومنعرفش نهايته التعب الجسدى ارحم ميت مره من التعب النفسى، ومن اللى هى فيه دلوقتى هى ف صراع نفسى شديد لو كنتم قولتولها من البدايه كانت الوضع هيبقا افضل من كدا بكتير، كانت هتبقا مُلمه بجوانب الموضوع وفرح بنت عائلة، وكانت هتفهم اللى حصل حتى لو كنتوا قولتولها ف سن صغير كان هيبقا افضل بكتير
انتو دلوقتى مسئولين عن اللى هى فيه زى أمها اللى رامتها
ثم انتبه لنبرته ومايقوله
فتنحنح معتذرا قائلا:
_انا اسف جدا بس انا متأثر باللى حصل لفرح جدا
ارجوكم خلو بالكم منها انا هفضل ف القاهرة لحد م اطمن عليها وهاجى كل يوم اشوفها
وانا اسف مره تانيه
ومشى إلى الخارج سريعا خجلا لما قاله وما فعله
تركهم وظلت أمل مُمسكه بيد ابنتها تبكى وتُعلن ندمها، وكذلك أحمد ظل بجانبها يدعو الله ويشعر بالندم الشديد لما أصابها من سوء وظل يتردد بذهنه كلام شريف وانسدلت ستائر الظلام في منزل أحمد وأمل وهما ينتظران ما يُقدره الله لهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهناك قصص كثيرة كقصه (فرح) تحدث بيننا والجميع يتصرفون دون وعى بنتائج هذا وبعواقبه على الطفل المُباع ولا بنتائجه على المجتمع بأكمله.
شق شريف طريقه للقاهرة بعد مرور يومين من صدمتها وفرح على نفس الوضع تفيق من سُباتها تظل تصرخ وتُتَمتم بكلمات غير واضحة وتعود لسُباتها.
وكان شريف بجانبها حزينا طيلة اليومين، وفور وصولهم وجد الوجوم والحزن اعتلى وجهي والديها، وفور رؤية أمل لفرح ظلت تبكى بشدة، واحمد يجلس حزينا بجانبها يتحسس وجهها وشعرها المنسدل بجانبها فنظر شريف لهم بعتاب قائلا:
_ممكن افهم اللى انا وفرح عرفناه دة ايه
نظر له والدها بأسى والدمعه المتحجرة بعينيه تشق طريقها على وجهه قائلا:
أنا هحكيلك اللى حصل بس طمنى فرح مالها، أخبره شريف أنها بحالة صراع نفسي حاد تهرب منه إلى النوم، وذلك سيستمر فترة حتى تسترد وعيها مرة أخرى، شعر أمل واحمد بالذنب وبدأ احمد يسرد له القصة من بدايتها وبدا على احمد عدم الاستيعاب ثم قال:
_يعنى ابوها وامها الأصليين يرموها ومتفرقش معاهم وميعرفوش مصيرها هيبقا ايه واللى ياخدوها يربوها يخبوا عليها خوفاً من الصدمة وميعرفوش اضرار اللى هتحس بيه لو عرفت متأخر،بدأ صوته يرتفع وبدا الغضب يتطاير بعينيه وبصوته قائلا:
عاجبكم حالها كدا ياعالم عقلها الباطن ونفسها هيودوها لفين، هى بتتخبط دلوقتى وف عالم تانى ملوش حدود، ومنعرفش نهايته التعب الجسدى ارحم ميت مره من التعب النفسى، ومن اللى هى فيه دلوقتى هى ف صراع نفسى شديد لو كنتم قولتولها من البدايه كانت الوضع هيبقا افضل من كدا بكتير، كانت هتبقا مُلمه بجوانب الموضوع وفرح بنت عائلة، وكانت هتفهم اللى حصل حتى لو كنتوا قولتولها ف سن صغير كان هيبقا افضل بكتير
انتو دلوقتى مسئولين عن اللى هى فيه زى أمها اللى رامتها
ثم انتبه لنبرته ومايقوله
فتنحنح معتذرا قائلا:
_انا اسف جدا بس انا متأثر باللى حصل لفرح جدا
ارجوكم خلو بالكم منها انا هفضل ف القاهرة لحد م اطمن عليها وهاجى كل يوم اشوفها
وانا اسف مره تانيه
ومشى إلى الخارج سريعا خجلا لما قاله وما فعله
تركهم وظلت أمل مُمسكه بيد ابنتها تبكى وتُعلن ندمها، وكذلك أحمد ظل بجانبها يدعو الله ويشعر بالندم الشديد لما أصابها من سوء وظل يتردد بذهنه كلام شريف وانسدلت ستائر الظلام في منزل أحمد وأمل وهما ينتظران ما يُقدره الله لهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهناك قصص كثيرة كقصه (فرح) تحدث بيننا والجميع يتصرفون دون وعى بنتائج هذا وبعواقبه على الطفل المُباع ولا بنتائجه على المجتمع بأكمله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق