الحلم
كان ناصر منذ نعومه أظفاره شخص متفائل يتنفس أحلامه ويقتات عليها.كانت أحلامه كثيرة.لكنها كانت تصب في بوتقة حلم أكبر .حلم فتى قوي لكنه كان عكس كل الأحلام صعب وعصي علي التحقق. كان يحلم بوطن عربي قوي وديمقراطي. وكانت الكلمة الأخيرة تلك من المحرمات في هذا الوطن. وكان يعلم أنه لو تحقق هذا الحلم فجميع أحلامه ستحقق تباعا.لان الوطن القوي المتعافي السليم خير معين لأبنائه. كانت تلك البقعة المباركة الطيبة الطاهرة. ذات الأهمية الدينية والتاريخية تلهث للحاق بمؤخره قطار العلم .رغم أنها كانت قاطرته يوما ما.فكيف تصبح عاجزة عن اللحاق بالعربة الأخيرة؟ ثلاثون عاما ينتظر حلمه الكبير بكل أمل وشغف ومثابرة.ولم يتحقق شيء مرت عشر سنوات أخرى من عمره كأنها دهر وبدأ اليأس يتسرب إلي نفسه.استيقظ ذات صباح مشرق وزاهي علي إرهاصات ذلك الحلم.ثوره ميمونة ابتدأت من تونس وزحفت علي مصر.ربيع مزهر فاجأ العالم .وأصبح حديث قنواته وجرائده بل ورؤسائه.طار ناصر من السعادة صارخا الحلم الحلم.ذهب إلي عمله فمر بالشوارع وجد الشباب ينظفون ويدهنون الأرصفة.طاقه حب وأمل وهبها ربيع منير وقمره مضيء. رأى الكنائس يحرسها الشباب المسلم.ورأي المسيحي يمسك الإبريق ويصب الماء للمسلم كي يتوضأ.تساءل هل كانت الديكتاتورية قاتله للحب والتعاون والأمل.ماذا تغير. ربما الناس تصبو إلى العدالة الاجتماعية والحرية والخير. ربما الأمل في حياه أفضل.في المساء جلس مع رفقائه يضحكون سعداء بعد أن خاصمتهم الضحكة طويلا. كانوا متفائلين جدا. بجوارهم رجل عجوز حزين ومتجهم.سأله ناصر يا أبانا لماذا الحزن في يوم كهذا. قال إنكم صغار لا تفهمون هذا العالم بعد. لم يعيروا كلماته أي اهتمام. ومضوا في سعادتهم وتعالت ضحكاتهم.مرت الأيام تباعا وصاحبنا ينتظر ويصبر نفسه نحن في بداية الطريق والحلم كبير. استيقظ ذات يوم وهو يشعر بضيق شديد.لا يعلم له سببا.ذهب لعمله وفي الطريق كانت أكوام القمامة تملأ الشوارع وتزاحم السيارات في الطرق.امسك بالجريدة فوجد فتنه طائفيه في القاهرة.اقتتال أهلي في ليبيا. إنفجارات في تونس .أغلق جريدته وقلبه منقبض خائف علي حلمه الذي انتظره طويلا.وصل عمله فوجد مظاهره فئوية للعاملين تغلق المبني بالسلاسل.عاد الي منزله.وفي طريق عودته قابل الرجل العجوز. سلم عليه وأخذه جانبا وسأله يا أبي ماذا كنت تعلم وقتها.كنت الوحيد الحزين.قال يا فتي فرحتم بالربيع لكنكم نسيتم الخريف هل تعتقد أنهم سيدعوننا نستمتع بالربيع طويلا. يا فتى إنها لعبه الأمم. يا فتي إنها لعبه الأمم قالها وابتعد واخذ يرددها وناصر يرمقه بنظراته ويفكر في كلماته .ابتعد العجوز قليلا ثم حدث انفجار قوي .طارت أشلاء العجوز متناثرة في الهواء. وغاب ناصر عن الوعي وعندما أفاق كان يردد خريف انفجار كابوس كابوس كابوس.
بقلم/ناصر توفيق·
كان ناصر منذ نعومه أظفاره شخص متفائل يتنفس أحلامه ويقتات عليها.كانت أحلامه كثيرة.لكنها كانت تصب في بوتقة حلم أكبر .حلم فتى قوي لكنه كان عكس كل الأحلام صعب وعصي علي التحقق. كان يحلم بوطن عربي قوي وديمقراطي. وكانت الكلمة الأخيرة تلك من المحرمات في هذا الوطن. وكان يعلم أنه لو تحقق هذا الحلم فجميع أحلامه ستحقق تباعا.لان الوطن القوي المتعافي السليم خير معين لأبنائه. كانت تلك البقعة المباركة الطيبة الطاهرة. ذات الأهمية الدينية والتاريخية تلهث للحاق بمؤخره قطار العلم .رغم أنها كانت قاطرته يوما ما.فكيف تصبح عاجزة عن اللحاق بالعربة الأخيرة؟ ثلاثون عاما ينتظر حلمه الكبير بكل أمل وشغف ومثابرة.ولم يتحقق شيء مرت عشر سنوات أخرى من عمره كأنها دهر وبدأ اليأس يتسرب إلي نفسه.استيقظ ذات صباح مشرق وزاهي علي إرهاصات ذلك الحلم.ثوره ميمونة ابتدأت من تونس وزحفت علي مصر.ربيع مزهر فاجأ العالم .وأصبح حديث قنواته وجرائده بل ورؤسائه.طار ناصر من السعادة صارخا الحلم الحلم.ذهب إلي عمله فمر بالشوارع وجد الشباب ينظفون ويدهنون الأرصفة.طاقه حب وأمل وهبها ربيع منير وقمره مضيء. رأى الكنائس يحرسها الشباب المسلم.ورأي المسيحي يمسك الإبريق ويصب الماء للمسلم كي يتوضأ.تساءل هل كانت الديكتاتورية قاتله للحب والتعاون والأمل.ماذا تغير. ربما الناس تصبو إلى العدالة الاجتماعية والحرية والخير. ربما الأمل في حياه أفضل.في المساء جلس مع رفقائه يضحكون سعداء بعد أن خاصمتهم الضحكة طويلا. كانوا متفائلين جدا. بجوارهم رجل عجوز حزين ومتجهم.سأله ناصر يا أبانا لماذا الحزن في يوم كهذا. قال إنكم صغار لا تفهمون هذا العالم بعد. لم يعيروا كلماته أي اهتمام. ومضوا في سعادتهم وتعالت ضحكاتهم.مرت الأيام تباعا وصاحبنا ينتظر ويصبر نفسه نحن في بداية الطريق والحلم كبير. استيقظ ذات يوم وهو يشعر بضيق شديد.لا يعلم له سببا.ذهب لعمله وفي الطريق كانت أكوام القمامة تملأ الشوارع وتزاحم السيارات في الطرق.امسك بالجريدة فوجد فتنه طائفيه في القاهرة.اقتتال أهلي في ليبيا. إنفجارات في تونس .أغلق جريدته وقلبه منقبض خائف علي حلمه الذي انتظره طويلا.وصل عمله فوجد مظاهره فئوية للعاملين تغلق المبني بالسلاسل.عاد الي منزله.وفي طريق عودته قابل الرجل العجوز. سلم عليه وأخذه جانبا وسأله يا أبي ماذا كنت تعلم وقتها.كنت الوحيد الحزين.قال يا فتي فرحتم بالربيع لكنكم نسيتم الخريف هل تعتقد أنهم سيدعوننا نستمتع بالربيع طويلا. يا فتى إنها لعبه الأمم. يا فتي إنها لعبه الأمم قالها وابتعد واخذ يرددها وناصر يرمقه بنظراته ويفكر في كلماته .ابتعد العجوز قليلا ثم حدث انفجار قوي .طارت أشلاء العجوز متناثرة في الهواء. وغاب ناصر عن الوعي وعندما أفاق كان يردد خريف انفجار كابوس كابوس كابوس.
بقلم/ناصر توفيق·
شكرا اكسجين حرووف وعدتم فاوفيتم
ردحذف