الثلاثاء، 3 مايو 2016

إكتشاف | Kareenaa Kapoor





 مقآل..إكتشآف

نبدأ منذ الصِغر في اكتشاف مكنون الشخصية لدينا عن طريق رؤيتها في عيون الآخرين , إذا فعلت شيئاً ما قالوا:"هذه قلة أدب".."هذا عنيد".."هذا طفل"..في المدرسة تجد كلمات."برافو
و شاطر" تُقال لبعض التلاميذ باستمرار..والبعض الآخر يلقي نقيض هذه الكلمات باستمرارٍ أيضاً.فيتأقلم الأول مع مكنون الكلمة بسعادة ,بينما يتقبلها الثاني في ضيق قد يتحول إلى لا مبالاة فيما بعد . لكن الصراع يكمن مع هذا التلميذ الذي وجد كلمة "شاطر" من بعض مدرسيه, وكلمة "بليد" من البعض الآخر فيقع في صراع نفسه الداخلية في تقبل أي منهم بشكل أوسع ,فهل أنا شاطر أم بليد ,في بعض الأحيان سيتقبل التلميذ الكلمة الأولى معلناً عصيانه للثانية فتضيع عليه فرصة أن يُطور من نفسه فيما قيل له ذلك ,وأحايين أخرى يتقبل التلميذ الثانية متجاهلاً الأولى فيرى نفسه بليداً لا طائل منه و يُضيع حتى ما كان جيداً فيه , دعونا لا نغفل ذلك التلميذ الذي سيتقبل الكلمتين بصدر رحب ويحاول إلحاق الثانية بالأولى,لكنهم فئة قليلة.

هنا "الكلمة" قد رفعت من شخصية البعض و أحبطت من شخصية البعض..لاستمرارنا في رؤية أنفسنا بعيون الآخرين..وتقبلها كما تقع عليه في نفوسهم, رغم عدم معرفتهم بمكنون تلك الشخصية التي ما زالت وستزال دائما تتطور وتتجدد وتنمو.فذلك المُعلم الذي نعت التلميذ بالبليد لم يدرك أن زميله بنفس المهنة نعته منذ بعض دقائق بالذكي , لكن نحن من توجه لنا تلك الكلمات ونحن من نُدرك حقيقتها في أنفسنا , أو بالأصح نحن من يجب أن نُدرك ذلك.

سيرى البعض بأن المُعلم مثال ركيك في الحكم لعدم حضوره مع التلميذ طيلة حياته, لذلك لنرتفع درجة إلى ولي الأمر ..الذي يُلقى الحكم على ابنه وينعته ببعض الكلمات من حين لآخر , نتاجاً لما يراه منه من سلوكيات أو أفعال. فهو يرى ما لا يراه غيره ويسمع ما لا يسمعه غيره وهو جدير بالحكم على شخصية ابنه ونعته بما يظهر منه , ولكن هل نُظهر نحن كل ما بداخلنا؟!.

الإجابة :"لا" ..وربما تمضي حياتنا وتنتهي وما زال بداخلنا ما لم يظهر بعد ,بل ما زال ما ظهر من شخصياتنا ضئيلاً ,ذلك لتقبلنا بآراء الآخرين كأمر مسلم به نتعايش به دون البحث المتعمق في ذاتنا الدنيا والعليا..تلك الآراء التي تتحول لآرائنا الشخصية بأنفسنا دون دراية بالأمر.بينما ما خفي كان أعظم.

أتذكر مشهد من فيلم "Inkheart" لن أُطيل في شرح قصته ولكن تكمن فيه خروج شخصيات من القصص و ما هو جدير بالذكر هنا , لقاء الشخصيات بالكاتب في احد المشاهد و إحدى هذه الشخصيات المؤثرة بالفيلم والتي أثرت فيّ شخصياً شخصية رجل النار و علي حد تذكري كان يدعي "داسترينج" بالفيلم , كان وصف الكاتب له بالقصة "جبان" وكان المشهد في حاجة شديد لتدخل أحد لإنقاذ الموقف ولم يكن هناك من احد غير "داسترينج" كان يحارب بداخله هذه الصفة المنعوت بها منذ أن كُتبت قصته. ثم نظر للكاتب في غضب وقال له فيما معناه:"لماذا كتبتني جباناً..أكره ما جعلتني عليه.." و هرب بعيداً من الموقف بطبيعة كونه جباناً. لكن الصراع بداخله استمر بين ما كتبه الكاتب وحكم به عليه و بين ما هو بحاجة لأن يكونه . فعاد داسترينج و أنقذ ما كان يجب إنقاذه . فخرج عن سطور النص .

وذلك ما يجب علينا السعي وراءه والتصديق به , فمعظمنا يعيش علي سطور نص كتبته الأيام والمواقف وصدقه الأشخاص.لكن في غالب الأمر فهو ليس النص الصحيح الخاص بنا ,فكما حدث بالفيلم خرجت الشجاعة والطيبة والقوة من الشخصية التي سُبق أن حُكم عليها من قبل الكاتب بال"جُبن". وصدقتها الشخصيات الأخرى..ولم يتحرر سوي بإرادته هو.

لذلك فلنتحرر نحن من كل ما سُبق ونُعتنا به..فلا ندع أحدا يكتب لنا قصتنا أو يُضيف بسطورها ما يشاء..ولنتقبل كوننا نسقط أحيانا, لكن لا نموت. فنحن كل شيء.
Kareenaa Kapoor

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تابعنا على الفيس بوك

آخر التعليقات

أتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *