" لعنة "
كل شيء يحدثني بلهجة تفوح منها الكآبة ، الأساطير عن لعنة السوداء بدأت تنفي كونها خرافة ، و كأنها تحتضن العالم ، تمسح بيديها عليه ، تاركة إثرها سوادا جامحا ، تفسد كل جميل ، هدم لقلاع الأمل و سخافة تنتشر في الأرجاء ، كمهرج غبي يقفز على المسرح ظناً منه أنه مضحك ، و الغريب أن الناس تعجبها نكاته السخيفة !
الناس أصبحوا متشابهين جداً ؛ حتى أني أخشى أن أكون بمثل سخافتهم على غير علم مني ، أتساءل لما يجب أن يتخلل العهر قدسية أحلامنا ؟
تسطو الحيوانية على ما تبقى بداخلنا من إنسانية ، أم أنه حالياً تبدلت المفاهيم و كأن الإنسانية قبح !
قلة علم تعكر صفو أفكاري ، بعبارة أدق أن أفكاري هي العكرة و قليلٌ من العلم ينقيها ، أندب حظي كالمنكوب في زلزال قضى على كل المدينة و تركه تعيسا تحت الأنقاض يلاقي حتفه ببطء ووحدة ، أي غباء هذا ، لربما أعاني من نرجسية مفرطة ؛ أو خلل ما بوظائف مخي السقيم يجعلني لا أتحدث إلا عن أفكاري !
أنا ناقمة على كل شيء يفسد الشيء الوحيد الذي من حقي أن أمتلكه ، حقي في العزلة و الفكر و القليل من السلام الداخلي ، على الجانب الآخر أرى أن الأمر أصبح عبئاً علي و على الكثير من البشر .
مؤخراً أصبحت أمارس كل ما أكره و كأنه لزام علي، و يشمل ذلك الثرثرة الفارغة عما يدور بهذا الرأس الغبي ، وداعاً .
Samiha Ahmed
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق