اسمَعوا كلماتي واشهَدوا عليها،فالآن تبدأ قصتي, لنتنتهي
حتى موعد موتي, ولكن الآن لقد بدأت في عزلتي, لنأتَّخذ لنفسي زوجةً، أو انجب
اطفال, سأعيشُ في معزل يوأم وتُفيه.
***
كثيرا مانسمع عن قصص حب
مؤلمة والتي نعيش كثيرا منها في حياتنا او يعيشها بعض الاشخاص المقربون, لكن
اليوم سوف نحكي قصة محمود.
محمود سليم طلال شاب في منتصف عقده الثاني, شاب وسيم
يمتلك بشرة بيضا وأعيون واسعه زرقتان و ذقن مهذبه وشعر مجعد قليل بني اللون يشبه
نجوم السينما, رب اسرة مكونه من اخت فقط, فقد مات والدها وهو طفل ذو الثلاث أعوام
و امه ماتت قبل عامين بتوقف في القلب, لقد تحمل مسؤليتها منذ ذالك الحين فكأن لها
الآب و الام و الاخ و الصديق, نورهان اخته الصغيرة في بداية عقدة الثاني لقد
إلتحقت بالجامعة منذ عام بعد إن وفر لها محمود كل شئ, أم محمود فهو يحمل شهادة
جامعية لكنه كان يحب الكتُب فبدأ في إنشاء مكتبة خاصة به يعمل به وإيضا يقرأ
الكتُب التي يحبها.
تحقق حلمه أخيرا لقد افتتح المكتبة واللتي قد إسمها ب
إسم اخته نور, يعيش كليهما في شقة صغير قد شققهاالزمن مكونه من 3 غرف, لايحبها
محمود فهو يرأي بها كل الذكريات الحزينة.
في صباح يوم جديد ينهض محمود من سريره, يذهب إلي
الحمام.. يغسل وجهه ويتوضأ ثم يخرج ليصلي صلاة الصباح, يخرج من الغرف ليعد الفطور
لنورهان إلتي مازالت نائمه, أعد الفطور ودخل إلي غرفته أخته ليقيظها تنظر له بوجه
عبث وهي تخبره.
-
كم الساعة الان يامحمود
-
انها العاشرة.. استيقظي حتي لا تتأخر عن جامعتك
-
لا لن اتاخر فاليوم ليس لدي محاضرات
-
حسننا انهضي من سريرك لقد أعتدد لكي الفطور
نظرت
له وهي مبتسمه. قائله:
-
شكرا لك.. أتمني في يوم اتزوج رجل مثلك يامحمود
حدثها
وهو يترك قبلةعليجبينها:
-
لا سوف يكون افضل مني, من يتزوج نورهان يجب ان يكون
لايوجد مثله
ضحكا
الاثنين وخرج محمود من الغرفة تاركا نورهان لتنهض وتخرج إليه ليتناولوا الفطور
سويا.
خرج
محمود من المنزل وهو يودع نورهان ويسأله أذا كانت تريد شئ منه وهو قادم, تجيبه
نورهان بالرفض وتقول له إنها سوف تمر إليه مع صديقتها خلود في المكتبة, يقول لها
محمود إنه سينظرها.
ذهب
محمود إلي المكتبة وهو ينشد بعض الادعية, يفتح المكتبة ويشغل القرأن الكريم ليخرج
الصوت إلي الخارج يدخل إلي المكتبة حسن صديقه وإلذي يعمل بالمحل اللذي بجانبه.
حسن
شاب في عمُر محمود كأنا معأ في الجامعة وتعرفا إلي بعضهم عن طريق الصدفة وأصبحا
صديقين إلي الان.
يبدأ
حسن الحديث وهو يقول لمحمود
-
كيف حالك اليوم يا صديقي
-
بخير حال وأنت
-
بخير
يكمل
حسن وهو مازال ينظر إلي حسن:
-
هل تنأولت فطورك أم لا, فأنا جائع
-
نعم تنأولته قبل رحيل من المنزل مع أختي
-
حسننا سأذهب لأكل بمفردي
خرج
حسن من المحل ليشتري بعض الطعام وجلس محمود ينظم الكتُب الجديدة ويستعد ليوم
العمل.
****
خرجت
نورهان من منزله وهي تمسك هاتفه وتكلم أحد صديقاتها
-
إين انت الان ياخلود
-
إني انتظرك تحت منزلك اسرعي
ترد
عليها نورهان وهي تضحك:
-
حسننا.. حسننا قادمة
تغلق
الهاتف وتضعه في حقيبتها وتخرج لتجد خلود في انتظارها وهي تنظر لها في غضب.
***
خلود
مدحت هاشم صديقة نورهان وإيضا زميلتها في الجامعة, خلود من عائلة متوسطة مكون من
أم واب فقط ليس لديها أخوة, تمتلك بشرة قمحية وعينانا بنيتان يزيدوا من جمالها,
ترتدي حجاب جعل منها مثل أميرة جالسه علي عرش مملكتها.
ذهبت
كل من خلود و نورهان ليتسوقوا قليل بأحدي المحلات التجارية ثم ذهبوا إلي مطعم
ليتناولوا الغداء, بعد الانتهاء من الطعام غادروا فعرضت نورهان علي خلود أن يذهبوا
إلي مكتبة أخيها ويوصلها هما الاثنين, وافقت خلود علي قول نورهان وقالت لها وهي
مبتسمه سوف أشتري بعض الكتُب من مكتبة أخيكِ هل سوف يكون لي تخفيض, ترد نورهان وهي
تضحك نعم لأن إنتِ صديقتي فقط
ذهبت
الفتيات إلي المكتبة, دخلت نورهان مسرعه إلي أخاها وقالت له أعرفك إلي صديقتي..
خلود, اخي محمود هذه صديقتي من الجامعة خلود
نظر
إليها محمود وكانت هذه كفيل إن يكون هذا هو الحب من نظرة واحدة, طلب منهم محمود أن
يجلسا حتي ينهئ ماباقي من عمله ليغلق المكتبة ويذهبا لإيصال خلود, خلود بدأت في
التحدث وهي تسأل محمود عن بعض الروايات:
-
هل لديك روايات
-
نعم لدي كل شئ
-
اريد رواية (......) و (.....)
-
روايات جيدة لكن لماذا تحبِ هذا النوع من الروايات
المحزنة
-
لا اعرف أفضل دائما الحزن, أظن انه بسبب عدم تصديقي بما
هو مكتوب بباقي الروايات
-
ليست جميع الروايات خياليه, بل إنت اللتي لا تحب ان تقرأ
في شئ
لم
تجيب خلود لكنه ظلت تنظر إلي محمود وهي يظهر عليه الاعجاب به
***
مررت
إيام اشتاقلهاولنظراتهاوكلماتهافذهبليسأل اخته عنها,
كيف
حال صديقتك خلود يانورهان, نظرت له نورهان في تعجب:
-
إنها بخير, لكن لماذا السؤال
-
لا شئ, فقط اسئل
مازالت
تنظر له, تبدا في الحديث مسرعه:
-
بالامس خلود تسأل عن حالك و اليوم انت ماذا هناك
-
أحقا تحدثت عني معك
-
نعم, ماذا بك يااخي هل تحبها
-
لا إعرف لكن إعجبت بطريقتها ومازالت افكر بها من ذلك
اليوم
-
حقا يااخي, أري انك لاتجد مثلها وهي إيضا لن تجد شخصأ
مثلك
***
ذهبت
نورهان إلي الجامعة لتجد خلود في أنتظارها لم تنتظر نورهان وبدأت تحدث خلود:
-
كيف حالك اليوم
-
بخير, وإنتِ
-
بخير, أريد أن اسألك
-
ماذا
-
هل انت معجبة باخي محمود, نعم ام لا
قامتباسقاطعيونهاللاسفلخجلاوابتسامةبسيطةعلىشفتيهابقول
” نعم”, قالتلها وأخي إيضا معجب بك ومازال يتذكرك منذ المرة السابقة
***
مرت
فترة طويلة, لقد تعلق الاثنين ببعضهم كل منهم يحب الاخر وقد إتفقا علي موعد
للخطوبة, لكن في يوم حدث شئ ما مرضت خلود وذهبت إلي المشفي وعندما سئلها إياد قالت
أن والدها وهو الذي مرض وليس هي
بعد
مرور إيام تغيرت خلود كثير مع محمود لم تصبح كما كانت بالسابقة, حتي إن محمود بدأ
في سؤال أختها ان كان قد أزعجها في شئ.
***
حاول
محمود الاتصال بها أكثر من مرة لكن هي لا تجيب, ظل مستيقظ حتي صلاة الفجر توضأ
وصلي وجرب ان يتصل بها مرة أخري فأجابت.
-
كيف حالك ياحبيبتي
-
بخير وأنت, لماذا انت مستيقظ مبكرا
-
كنت احاول الاتصال بك لكن انتِ لم تجيبي فصليت الفجر
ودعيت الله ان تردي علي مكالماتي لكِ
-
حسننا.. أذهب لتنام ألان
-
لكن انا اريد رويتك
-
غدا سوف أراك بالمطعم الذي بجانب الجامعة
***
تجهز
محمود للموعد وذهب قبل الميعاد لينتظرها.
ذهب
وجلس وهو ينظر بإتجاه الباب ينظر بين وجوه البشر وهناك نار تشعل قلبه, لقد أتت
اخير ما احلاها تشبه الملائكة حقا جلست أمامه ويبدوا عليها التغير.
-
ماذا بك
-
لا شئ
-
لاشئ, لقد تغيرت ياخلود, أصبحتي شخصا اخر
-
أنا أحبك
-
وانا إيضا لكن من يحب شخص يفعل به هذا
-
محمود, أنا أموت, لم أعد أحس بقدمي لقد أصبحت ضعيفة جدا
تبكي
وهي تنظر إليه وتكمل حديثها
-
كل يوم أريد أن اخبرك, لكن لم اكن أستطيع.. أنا مريضة
بالسرطان من الدرجة الثالثة, وموتي أصبح قريب اناحقا لا أريد الموت, كنت إريد ان
افضل معك لكن , ا..انا أسفة
-
لكن أنا كنت أعلم انك مريضة بالسرطان, ذهبت إليك عندما
قالتلي لي ان والدك مريض وهو بالمشفي وعندما ذهبت لم أجد غيرك, لقد رأيت واجهك كنت
تبكي
وعندما
خرج الطبيب سمعت يخبرك أنك مريضة جدا, خرجت من المشفي لم اكُن أعرف إلي أين اذهب,
لكنني
كُنت غبيا جدا كان يجب أن ادخل إليك الغرفة و أحتضنك لكنني لم أستطيع أن أراكي
ضعيفة, لا أريد ان تقولي إنك مريضة أريد أن نعيش حياة طبيعية أحبك وتحبينني.
لم
تجيبه خلود لم تفعل شئ سوا انها غادرت المطعم وهي تبكي.
***
مررت إيام تدهورت أحوال محمود لم يستطيع فعل شئ
لا يستطيع أن يراها قرر أن يذهب إلي منزلها ليعرف حالها
صعد
السلالم ووقف امام الباب طرق الباب عدة مرات لم يجيب أحد ظل يطرق حتي خرجت والدتها
وهي تنظر له والدموع تملأ عيناها:
-
محمود.. ماتت خلود ماتت
ماتت
بنتي ماتت
لم
يستوعب شئ تجمد جسده حيث يقف والدموع تنهمر من عيناه لقد ماتت من أحب
***
هاأناأتحدث
إليكم من معزلي فيفوض ىعارمه أتأمل في حائط الغرفة من حولي أبحث عن طيف شخص تفطرقلبي
شوقآ لرؤيته ...
كل
ما أعرفه انني أحببته ورحل.
تمت بحمدالله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق