يقولون
في حارتنا لرجل مكد عصامي مثل الباش مهندس ، او يذكرني بالباش مهندس ، أما نساء
الحي فإذا أردن أن يلهبن عزيمة أشبالهن ، اجتهد لتكون مثل الباش مهندس ، الباش
مهندس هو أسطورة حينا بغير منازع ، رجل العلم والخير والمال .
منذ
ثلاثين عاما لم تكن الأسطورة قد نشأت بعد ، منذ ثلاثين عاما أتى إلى صيدلية الحي آدم
البشرة أشعث الشعر نحيف البنية متسخ الثياب يحمل لدغة خاصة في بعض الحروف جعلته مع
مضي زمن قصير مادة خصبة لسخرية عيال الحي .
يبيع الأدوية كل يوم حتى الرابعة عصرا ، ثم يختفي الي اليوم التالي متحاشيا الكلام قدر الإمكان ، عامان لم يتخلف فيهما عن العمل إلا بضع أيام اخبرنا صاحب الصيدلية انه سيذهب لامتحانات الثانوية العامة .
والثانوية العامة قديما عندنا كانت تقيم بحساب سنتين ، أشيع بعد عامه الأول انه قد أبلي بلاء حسنا ما دفع عم بيومي صاحب محل الطعمية أن يجعل إفطاره كل يوم علي حسابه ، وأما عم فوزي الترزي فقد عوضه عن ذلك ببنطال جديد علي حسابه الخاص ، حتى أن الصيدلاني صاحب الصيدلية حاول أن يغريه بسلك شعبة العلوم كي يصير صيدلانيا مثله ، لكنه كان يقول في استحياء "بحب الرياضيات ".
ولم يخيب ظنهم الباش مهندس في السنة التالية ، وعليه فقد انتقل الي كلية الهندسة ، و مع الوقت انتقل الي سكني الحي نفسه بعد أن أغراه أبو عبده بإيعاز من أم عبده أن يؤجر غرفة متهالكة الحوائط فوق سطح عمارتهم خصيصا له بسعر زهيد ، فقط لأجل الباش مهندس ، اكتشفوا بعدها أن الباش مهندس يحفظ كتاب الله كاملا فزاد أن جعلوا له كتابا صغيرا بعد صلاة المغرب كل يوم يحفظ فيه الصغار كتاب الله لقاء جنيهين شهريا . وهنا توقف الصغار عن معايرته بتلك الحروف الخارجة عن السيطرة.
خمس سنوات في الحي ، اجتهاد تبعه لقب يسعي إليه الكثيرون اسمه أول دفعته ، عين علي أثرها معيدا جامعيا في كلية الهندسة ، ثم مستشارا هندسيا في بعض الشركات الكبرى
لم ينس الحي ، بل اشتري شقة صغيرة كان يقضي فيها نهاية كل أسبوع ، يوقف سيارته الفخمة تحت العمارة المتهالكة ، ينزل الي القهوة يجالس عم بيومي أو عم عبده أو حتى الصيدلاني الذي عمل عنده لكثير من السنوات .
كان الباش مهندس هو أكثر الناس محبة وثقة في الحي.
وأما السؤال الذي يعرف إجابته كل أهل الحي : لماذا لم يتزوج الرجل الي الآن ؟
كانت إجابته السطر المعتاد من القاصي والداني ، نعم هو ابن الحي هذا صحيح ، وهو أيضا بن حرام .
لن يرضى إنسان أن يقرن ابنته ب الباش مهندس. فابن الملاجئ لا شك لن يتزوج من بن البيوت
لن يتزوج( لأنه لقيط)
#تمت
يبيع الأدوية كل يوم حتى الرابعة عصرا ، ثم يختفي الي اليوم التالي متحاشيا الكلام قدر الإمكان ، عامان لم يتخلف فيهما عن العمل إلا بضع أيام اخبرنا صاحب الصيدلية انه سيذهب لامتحانات الثانوية العامة .
والثانوية العامة قديما عندنا كانت تقيم بحساب سنتين ، أشيع بعد عامه الأول انه قد أبلي بلاء حسنا ما دفع عم بيومي صاحب محل الطعمية أن يجعل إفطاره كل يوم علي حسابه ، وأما عم فوزي الترزي فقد عوضه عن ذلك ببنطال جديد علي حسابه الخاص ، حتى أن الصيدلاني صاحب الصيدلية حاول أن يغريه بسلك شعبة العلوم كي يصير صيدلانيا مثله ، لكنه كان يقول في استحياء "بحب الرياضيات ".
ولم يخيب ظنهم الباش مهندس في السنة التالية ، وعليه فقد انتقل الي كلية الهندسة ، و مع الوقت انتقل الي سكني الحي نفسه بعد أن أغراه أبو عبده بإيعاز من أم عبده أن يؤجر غرفة متهالكة الحوائط فوق سطح عمارتهم خصيصا له بسعر زهيد ، فقط لأجل الباش مهندس ، اكتشفوا بعدها أن الباش مهندس يحفظ كتاب الله كاملا فزاد أن جعلوا له كتابا صغيرا بعد صلاة المغرب كل يوم يحفظ فيه الصغار كتاب الله لقاء جنيهين شهريا . وهنا توقف الصغار عن معايرته بتلك الحروف الخارجة عن السيطرة.
خمس سنوات في الحي ، اجتهاد تبعه لقب يسعي إليه الكثيرون اسمه أول دفعته ، عين علي أثرها معيدا جامعيا في كلية الهندسة ، ثم مستشارا هندسيا في بعض الشركات الكبرى
لم ينس الحي ، بل اشتري شقة صغيرة كان يقضي فيها نهاية كل أسبوع ، يوقف سيارته الفخمة تحت العمارة المتهالكة ، ينزل الي القهوة يجالس عم بيومي أو عم عبده أو حتى الصيدلاني الذي عمل عنده لكثير من السنوات .
كان الباش مهندس هو أكثر الناس محبة وثقة في الحي.
وأما السؤال الذي يعرف إجابته كل أهل الحي : لماذا لم يتزوج الرجل الي الآن ؟
كانت إجابته السطر المعتاد من القاصي والداني ، نعم هو ابن الحي هذا صحيح ، وهو أيضا بن حرام .
لن يرضى إنسان أن يقرن ابنته ب الباش مهندس. فابن الملاجئ لا شك لن يتزوج من بن البيوت
لن يتزوج( لأنه لقيط)
#تمت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق