السبت، 17 سبتمبر 2016

تحدي الإلهام والإبداع | اكمل هذة القصة | اسماء صابر


استيقظ من نومه والعرق يتصبب منه كحبات الندى في صباح باكر، شعر باختناق عندما  تذكر أحداث الليلة الماضية، ونظر حوله كمن يبحث عن شيء ما،أو احد معين، كانت عيناه محمرتين كجمرتين و رأسه ثقيلا و كأن أصوات مطارق عظيمة تطرق حول صدغيه.
وضع يديه على رأسه في محاولة فاشلة لإيقاف الصداع. قام مترنحا، بالكاد استحم، ثم ارتدى ثيابه بسرعة حمل هاتفه وتأمل الساعة، لاحظ رسالة واردة ففتحها وقرأ.... لم يفهم شيئا مما جاء فيها، لم يكن لديه الوعي ليهتم كثيرا.
وقف أمام باب العمارة التي يسكنها استشعر البرد، كانت الساعة السادسة صباحا، ولم يبدأ الشارع بعد بالنبض بالحياة اليومية.
راوده شعور غريب أنه يرى هذا المنظر لأول مرة، وفي ذات الوقت يعرفه جيدا، ابتسم بمرارة فهو منذ استيقظ يشعر بحالة غريبة.
وقف يتأمل المكان حوله، السيارات مازالت في الموقف  ومعظم المحلات مغلقة، وسيارات أخرى متناثرة على الطريق متوقفة أما منازل أصحابها، تعجبه تلك المرسيدس بنز المركونة على يساره أمام العمارة الفخمة،

أما تلك الشاحنة الصغيرة البيضاء على اليمين فقد بدا وجودها نشازا فى الشارع ، أخرج سيجارة أشعلها ومشى .. حين دارت الشاحنة البيضاء وإنطلقت بسرعة رهيبة تجاهه حاول تفاديها بأعجوبة ، العجيب فى الامر ليس إتجاه الشاحنة نحوه بل إختفاءها وكأنها غاصت فى السراب ، وقف جاحظا عينيه من غرابة الامر وقد تغير لون وجه إلى الصفر وكأن الدماء هربت منه ،، تذكر الرسالة على هاتفه مد يده فى جيب بنطاله ليخرج الهاتف فوقعت يده على مفتاح سيارة نسى أمر الهاتف وانتبه للمفتاح الذى يحمل ماركة المرسيدس التى أعجبته ..
نظرة بدهشة للمفتاح و السيارة ، ضغط على المفتاح ليجد السيارة تصدر صوتا وتضيئ .. إقترب ببطئ وحذر من السيارة مد يده إلى باب السيارة ليفتحه ومازال شعوره بالدهشة يزداد ،، سمع صوت الهاتف يصرخ فى جيبه معلنا عن وصول رسالة جديدة .. أخرج الهاتف وقرأ الرسالة ،، التى كانت كالتالى (هل إتخذت قرارك ) ..
نظر بتعجب للرسالة ثم فتح الرسالة السابقة وقرأها بدقة محاولا أن يفهم نصها ( المفتاح فى جيبك ، ولكى تكون ملك لك إلى الأبد .. عليك أن تأتى بها إلى نفس المكان من الليلة السابقة .. لاتحاول التصرف بنفسك إتبع قوانين المكان ولا تتصرف من نفسك تبعا لهواك وإلا قد تكون أنت المسؤل عن نتيجة تصرفاتك ، القرار لك )
أنهى رسالته وقد بلغ الامر حده لم يعد يفهم شئ حقا ، ماذا يحدث ، رفع يده بقوة ليضرب السيارة من شدة العصبية ثم نظر للمفتاح في يده وقرر ان يركب السيارة وينطلق .. لكن ..
إلى أين سينطلق وهو لا يتذكر شئ أبدا وكأنه فقد ذاكرته .. كل مايتذكره أنه ..... لحظة !
يبدو أنه قد تذكر شئ .. سيرتب أفكاره .. أخذ نفس عميق .. ثم بدأ فى التذكر .. خرجت من عملى وذهبت لاصدقائى فى مقهى النادى .. ثم عرضوا على الذهاب معهم لحفل ميلاد صديقة واحدا منهم .. كانت الحفل فى قصر كبير فى مكان مهجور ع الطريق الساحلى بجوار الشاطئ .. الحفلة كانت مليئة بالفتايات العاريات والشباب المستهتر لم يرتاح فى ذلك العالم المليئ بالصخب والمجون وكأنه أحد الملاهى الليلية .. كان فى طريقه للذهاب حينما أوقفته أحدهم وهى تمد يدها له بمشروب حاول تفاديها لكنه لم يفلح لذلك حدث نفسه انه اذا اخذ المشروب منها ستتركه لحاله لكن ماحدث بعدما شرب ذلك الشئ لا يتذكر منهةشئ ....... أمسك برأسه من شدة الصداع الذى من الممكن ان يؤدى الى جنونه من اثر التذكر ..... ثم أخيرا قرر أن يذهب لذلك المكان فهو لم يخطر بباله سوا ذلك إنطلق بالسيارة وكان يتعجب من نفسه لانه يعرف الطريق جيدا رغم أنه لم يذهب اليه الا الليلة الماضية وكانت اول مرة ..
كان كل ذلك الوقت يغلب علي عينيه ثقل يشبه النعاس ولكن عقله كان يعطى إشارات لافاقته من تلك الحالة كانت تأتيه طول الطريق من وقت لاخر ... الطرق خاليه تماما أمر يشعرنا بالرهبة .. وصل للقصر الذى كان يعمه الصخب امس وجده على حالة غريبة ..
لقد كان مهجور وكأن لا أحد يسكنه منذ سنوات مضت .. خرج من السيارة واتجه للقصر فتح الباب الخارجى له وبدأ يمشى فى المدخل بإتجاه القصر .. عندما وصل للباب الداخلى وجده مفتوحا .. بدأ الاقتراب ببطئ شديد جدا وحذر دلف للداخل وهو يتخذ حذره سمع صوت باب قديم يتحرك ثم أغلق فجأة مما جعله ينتفض مكانه ... أخذ ينظر حوله يستطلع المكان ويحاول فهم ما حدث والفروق بين امس واليوم ... حوله حيوانات محنطة واعمدة طويلة مليئة بالاتربة ولا يوجد فى المكان اى كرسى واحد سوا كرسى فى نهاية القصر بجوار الدرج الموصل للدور الارضى .. انتابه الفضول كيف لقصر مثل هذا ان ينقلب حاله بتلك الطريقة بين ليلة وضحاها وان درج المكان يصل لاسفل لا لاعلى ، إتخذ قراره وخطواته بإتجاه الدرج كان المكان يزداد ظلاما والوقت نهار .. اخرج هاتفه ليستخدمه فى الاضاءة .. وصل الى نهاية الدرجة وبداية لممر موحش .. رؤس معلقة على الجدران تخرج من أعينها الحشرات ومن فمها الثعابين وصوت الفئران يعلوا أكثر وأكثر كلما إقترب من نهاية الممر .. كانت نهاية الممر عند مكان واسع مضيئ بالشعل المعلقة على جدرانه وفى وسط المكان جثث تشبه ملابس أصحابها لملابس أصدقاءه
وكم هائل من الفئران وبعض الطيور التى لا يدرى كيف لها ان تكون متواجده فى مكان كهذا تنهش فى الجثث .. وقف مكانه لكن عندما دقق النظر وجد أحد أصدقاءه يخرج من بين الجثث و مازال حيا يحرك يده وكأنه يطلب المساعدة .. تحرك خطوة لكى ينقذ صديقة وهو مشمئز وخائف من هول المشهد فى حين سمع صوت يأتى من بعد إنتظر لا تتحرك !!
أخذ يتلفت حوله بحثا عن صاحب الصوت لم يجده وأثناء إستدارته إختفت الجثث وظهر مكانها زوجته حاضنة لطفله عندما سمع صوت صراخ الطفل إشتعلت النار بداخله .. وكانت زوجته تخبره أن يبتعد ..
تنبه بحذر تسمر مكانه ولم يعد يفهم شئ .. سمع الصوت الاول يخبره وهو يصدر صدا صوت مخيف جدا ، ألم أقل لا تتصرف من نفسك !!
أنت المسؤل إذا .. ثم تبعه صوت لضحكة مخيفة .. وإنشقت الارض من تحته ليقع ........ .
_
هههههههههههههه أخبرتك أن تبتعد عن حافة الفراش .. صباح الخير ياحبيبى كيف حالك اليوم .( كلمات قالتها زوجته وهى تضحك بشدة من مشهد سقوطه المضحك على الارض ، كان ينظر لها وهو لا يعى شئ ، رفع يده يمسك رأسه من أثر الصداع ، أ خبرته )
أنت تنام منذ البارحة،، الساعة الثانية بعد الظهر الان لقد نمت كثيرا .. لذلك من المؤكد أنك ستعانى من الصداع .
(
دخلت أخته عليه الغرفة وهى تحمل إبنه وتضحك بشدة ضحكات هسترية وتتحدث من بين ضحكاتها )
_
لقد وقعت لكن الحمد لله إنك لم تقع فوق عمر لقد كان يقف بجوار فراشك واضعا يده على الفراش محاولا الصعود وأنت تتقلب نمت على يده فصرخ الطفل وكنت أصرخ لا تتحرك .. انت المسؤل عن تصرفك هذا إذا حدث لعمر شئ ،، لكنك كنت تنام فى قاع المحيط حتى لا تسمعنى وانا اصرخ هكذا ، وها أنت تكمل نومك على الارض ( وغزتها زوجته فى كتفها بمزاح لكى تصمت )..
(
الجميع يأتى وهو كالصنم محلق بعينيه فى الفضاء لا يفقه شئ حوله )
دخل زوج أخته وصديقه ليأخذ بيده إنهض ياصديق أم ستظل ممددا على الارض هكذا وتدع هؤلاء النسوة يضحكون عليك أكثر .. (نهض معه وهو مازال لا يعى شئ, وكمل زوج اخته )
لقد أخبرتنى أم عمر بأمر الشجار الذى حدث لك فى العمل مما جعلك تنام كل هذه المده وأن المدير أعطاك مهلة لتعيد التفكير فى إتخاذ قرارك بشأن إستقالتك .. هيا قم لتأخذ حماما أولا حتى تفيق من منظرك المضحك هذا ولكى نستطيع التحدث بعد الغداء فأنا جائع
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تابعنا على الفيس بوك

آخر التعليقات

أتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *