السبت، 17 سبتمبر 2016

مسابقة تحدي الإلهام والإبداع | شاهيان محمد

هات كأسا من الخمر’ صرخت نيرمين بصوت حتى إن لو من يسمعه طفل لم يفقه بعد يعلم أنها مخمورة لأخر الحد..
أتاها الكأس فأوصدت الباب بقوة وإحكام، تعرت من كامل ما تلبس وسكبت الكأس على رأسها وقالت له انظر للخمر كيف يحفظ طريقه فوق جسدي، كأنه رجل شاعر يحاول أن يعزف على آلة بيانو، انظر يا سيدي كيف يصنع هذا الخمر روافد على جثتي، أجل جثتي فأنا جسد بدون روح، جثة تمشي فوق رجليها بحثا عن قبرها، ولم ادر أن هذه الدعارة هي نفسها المقبرة التي تسكن هذه الجثة في أعماقها،انظر يا سيدي إلى الخمر أنها تصنع روافد رافد من شعري إلى وراء أذني، ونزولا على ظهري ومشيا إلى أردافي ورجلي، ورافد من شعري إلى جبيني ذهابا إلى رقبتي إنها تسير لا بل تجري إلى سرتي وتريد أن تكمل طريقها.. فقاطعها محمد أسكتي وتقدمي كي ترتاحي.. ضحكت نيرمين بأعلى صوتها أرتاح?? ارتاح أنا!!!
أنسيت يا سيدي أننا هنا في الدعارة ولسنا في قرية ينام أهاليها عند التاسعة ليلا، يا سيدي إننا هنا في الدعارة حيث لا نوم ولا راحة، فقد واجبي إمتاع أمثالك، بأعلى صوت أين كأسي الخمر خاصتنا، أتاها الخمر فضحكت وشربت الكأس رشفة واحدة حيث لم تترك نقطة خمر داخلها
..
قلت لي ما الذي أتى بي إلى هنا ؟؟
 كنت في بيتي في تلك القرية اللعينة حيث لا جامعة هناك، أحلامي كانت كبيره.. كبيرة جدا .. بحيث واجهت رفض أهلي وأجبرتهم على أن يوافقوا على أن أكمل في الجامعة تعليمي... وافقوا اجل وافقوا، وعندما وصلت إلى هذه البلدة اللعينة استوقفني أحدهم وسألني إلى أين سبيلي ... فقلت له أنني ابحث عن الجامعة التي سوف أحقق أحلامي عن طريقها .. خططت للكثير وكثير .. نسيت نصيحة والدتي عندما قالت لا تسمعي من الغرباء ولا تمشي معهم. كنت ألوم ليلى ذات الرداء الأحمر، وتصرفت مع الرجل كما تصرفت هي مع الذئب، الرجل الشيطان وعدني أن يأخذني إلى الجامعة ولكنه أتى بي إلى هنا. ها هنا أنا وهذا مكاني .. آسفة كنت أقصد هذا هو القبر الذي اختاره لي النصيب. أجل يا سيدي أنا هنا الآن في هذه الدعارة لأنني ركضت وراء أحلامي بدون تفكير.. هذا نصيبي يا سيدي قالتها نيرمين والدمعة تجري فوق خدودها الوردية. هذا هو مكاني وهذا هو الوجه الثاني لبيت المتعة .. وجه الدعارة الحقيقي بدون أقنعة
.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تابعنا على الفيس بوك

آخر التعليقات

أتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *