راسبوتين
راهب روسي أثار ذهول وخوف كل الذين عاصروه ، بسبب القدرات الروحانية الغريبة والخارقة التي نسبت إليه ، فقد قام بعشرات الأعمال المذهلة التي تفجر كل علامات
الاستفهام .
الاستفهام .
منها ما فعله مع الامير الصغير أليكس الذي كان سيرث عرش روسيا من بعد والده القيصر ، فقد كان الامير اليكس مصابا بمرض وراثي نادر 3، وهو مرض قاتل ،
جميع الاطباء واعظمهم في روسيا اعلنوا وبكل صراحة عجزهم التام عن عمل أي شيء لانقاذ الامير الصغير الذي ساءت حالته كثيرا ، وقد أعدت الاسرة الحاكمة بيانا رسميا تعلن فيه للملأ عن وفاة الامير الصغير اليكس .
وكمحاولة أخيرة يائسة ، بعثت زوجة القيصر ببرقية الى راسبوتين تطلب منه النجدة لانقاذ الصبي ، فرد عليها ببرقية يقول فيها : لاتحزني ، الصغير لن يموت .
وبعد ساعات قليلة حضر راسبوتين الى القصر لرؤية اليكس ، وكل ما فعله هو انه لوح بيديه حول الامير الصغير وتحدث اليه للحظات ، وبكل بساطه التفت للقيصر وزوجته وقال لهما ان ابنهما سوف يتحسن ، وهذا ما حدث فعلاً ..
ولا يعلم احد حتى يومنا هذا الوسيلة التي عالج بها راسبوتين الامير الصغير ، وبالطبع ارتفعت اسهم راسبوتين الى السماء ، بعد ان اعتبره القيصر وزوجته وكانه ملاك حارس بعثه الله لانقاذ ابنهما من الموت ، وحصل راسبوتين بسبب ذلك على صلاحيات واسعه جدا منحه اياها القيصر ، واصبح أقرب المقربين للعائلة المالكة ، لدرجة ان خزينه روسيا القيصرية في ذلك الوقت كانت باكملها تحت تصرفه ينهل من اموالها ما يشاء دون ان يجرؤ احد على منعه . وقد لا تكون تلك القصة غريبة اذا ما قارناها بقصة مقتل راسبوتين نفسه والتي تعتبر أحد أغرب الاغتيالات في التاريخ ، واكثرها غموضاً .
ففي عام 1916 قررت مجموعة من النبلاء التخلص من راسبوتين لانقاذ روسيا ، بعد ان شاهدوه يتلاعب باموال الدولة ، ويتحكم في بعض القرارات السياسية الهامة ، واحيانا يفرض آراءه على قيصر روسيا الذي كان ينصاع له بطريقة عجيبة وكانه مسلوب الارادة .. فحاولوا في البداية اقناع القيصر بعزل راسبوتين وحرمانه من كل الصلاحيات التي يملكها ، ولكن القيصر كان يتجاهل كل التحذيرات ، فاتفق النبلاء على قتل راسبوتين بعد ان وجدوا ان هذا هو السبيل الوحيد لانقاذ روسيا ، فقرروا دعوته للحضور الى قصر احد النبلاء ويدعي يوسوبوفيسكي ، وبالفعل استجاب راسبوتين الى الدعوة وحضر الى القصر .
وعند وصوله ، رحب به يوسوبوفيسكي وطلب منه مرافقته لرؤية القبو الذي يحتفظ فيه بأفضل انواع الخمور ، وهناك قدم لـراسبوتين أجود انواع النبيذ بعد ان وضع به كمية من سم السيانيد تكفي لقتل 6 رجال ، ولكن السم لم يؤثر براسبوتين إطلاقا ..
بل وتصرف بعدها بطريقة طبيعية سوى بعض الصداع البسيط الذي سرعان مازال ، فلم يجد يوسوبوفيسكي بدا من اخراج مسدسه ، ومن ثم اطلاق النار على راسبوتين ليسقط متكورا على الارض ، فاقترب يوسوبوفيسكي لتفقد الجثة وللتاكد من الوفاة وهو يشعر بتوتر شديد في اعماقه مع تساؤلات لا حصر لها نتيجة عدم تاثر راسبوتين بالسم ، ولكن الامر لم ينته عند هذا الحد ، فقد تضاعف توتر يوسوبوفيسكي وشعر برعب هائل بعد ان شاهد راسبوتين يستعيد وعيه بشكل مفاجئ ليمسك برقبته محاولا خنقه ، ولكن يوسوبوفيسكي استطاع ان يخلص نفسه ويلجأ لرفاقه الذين كانوا مختبئين في القصر في انتظار نبأ نجاح الخطة وهو يصرخ مفرغا كل انفعالاته طالبا منهم النجده ، وعندما ذهبوا جميعا لرؤية راسبوتين في القبو لم يجدوه ، بل وجدوه في فناء القصر يزحف من شدة الالم محاولا الهرب ، فقبضوا عليه ، ونظرا لعدم وجود مسدسات معهم ، فقد انهالوا عليه ضربا وركلا بعد ان يأسوا من قتله بهدوء دون مشاكل ، ثم قيدوه بالسلاسل ورموه في النهر حتى يموت غرقاً .
وعندما تم العثور على جثته فيما بعد ، اصيب الجميع بدهشة عارمة عندما تبين انه قد قاوم حتى اخر لحظة في حياته على الرغم من اصاباته القاتله ، فقد نجح في فك قيوده الحديدية في قدرة وارادة لا يمتلكها اي انسان عادي ، ولم يمت الا غرقا بعد ان عجز عن الخروج من النهر لكثرة جراحه ، اي انه لم يمت بالسم ، او بالرصاص ، ولاحتى بالضرب الذي تعرض له ، والذي كان كافيا لقتل اي انسان مهما بلغت قوته . وقد جاء موته قبل اسابيغ قليلة من الثورة البلشفية ، والتي تم فيها اعدام قيصر روسيا وافراد عائلته ، لتقوم بعدها الشيوعية ، والغريب ان راسبوتين كان دائم التنبؤ بانه اذا قتل ، او مات ، فان بعد موته بفتره بسيطة ستقوم ثورة في روسيا ويتغير نظام الحكم ، وهذا ما حدث
بالفعل .. .
بالفعل .. .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق