( قصة إهانه )
نزلنا ثلاثتنا من البيت ، كمال ، و محمد ، و خالد ، ونحن نضحك ، ونغني ، ونتراقص ، لكي نعوض
الفراق الذي دام كثيرآ ، لقد تجمع الأن
الجميع تحت مظلة واحده ؛ وهى مظلة الحب ، والموده . توجهنا إلى البقاله لكي نأخذ
بعض الماء ، والعصائر ، وأكيد الحلويات .
داخلنا البقاله بعد أن تلقى صاحب البقاله منا السلام ، تفرقنا نحن الثلاثه لكي
ينفذ كل واحد منا ما كلف به ، وبعد خمسة دقائق كنا قد تجمعنا لكي نحاسب على ما أخذ
من البقاله ، دافعنا ثمن ما أخذ ، و خرجنا من البقاله متجهين إلى البيت ، وفي
الطريق يشير علينا كمال قائلا : ما رأيكم
أن نذهب لكي نتمشى قليلا ، ونعود بعد ذالك إلى المنزل
أجبنا في نفس واحد : هو كذالك
إتجهنا إلى المكان المخصص للمشى ، ونحن في طريقنا إليه ،
أشرت بإصبعي نحو سياره قد حرقت قديما ، فتغيرت وجهتنا من المشي إلى تفقد السياره
وما يحيطها ، وبعد أن أخذت منا المسافه التي تفصلنا عن السياره خمس دقائق ، وصلنا
إلى السياره المتفحمه ،
وبعد وصولنا بدقيقتين ، أتت إلينا سياره مسرعه جدا ،
وتوقفت أمامنا ، وأنزل صاحبها الزجاجها ، وبصوت مرتفع
قال : ما الذي تفعلونه هنا ؟
أجاب محمد : كما
ترى ولا شئ.
فقال بعصبيه : لا
والله ! انا أركم من بعيد تكسرون في
السياره
فأجاب كمال بسخريه وبضحكه قد رسمت على وجهه : هل كانت سليمه
، ونحن فعلنا بها هذا ؟
فقال بعصبيه شديده جدا وبكل تكبر وإهانه : انا سأجلب لكم
الشرطه هى ستعرف تتعامل مع أمثالكم يا مصريين
!!
فأجبنا ونحن لا نهتم بما يقوله : أفعل ما تشاء
فأخرج الهاتف وبدء يهاتف الشرطه على كلامه ، ونحن لا نهتم
به ولا لكلامه ، وبعد دقيقه من مهاتفة من كان يهاتفة .
قال بصوت مرتفع جدا : ما الذي دفعكم إلى أن تتركوا بيوتكم ،
و تأتون إلى تكسير وتخريب السياره
فقلنا بشئ من النصح : حركها من هنا ، هنا الشارع العام
فقال بشئ من العصبيه وبكل غرور وكبرياء : هل هذا الشارع
يمتلكه أبوك ونحن لا ندري؟
فقلنا له بكل أدب : أحترم نفسك ، ولا تتلفظ بألفاظ بذيئه
فقال هو يصيح في وجهنا مثل المجنون : اذهبوا الان الى
بيوتكم ؛ والا سأضربكم بالحذاء !
فنظرنا إلى الأرض ونحن لا نستطيع أن نرد عليه ، لأنه يعيش
في وطنه ، ونحن غرباء عن هذا الوطن
ذهبنا مطأطأئين الرأس ،
ونحن لا نستطيع أن نرد عليه ، وهنا تنزل الدموع من محمد ، وكان للبكاء نصيب
من محمد ، متحسر على الكرامه المهدوره في
الأرض
.
وقلنا : الذي يرد أن يعيش هنا ؛ لا بد أن يفقد كرامته
ويكون بلا مشاعر وبلا أحاسيس ، ويكون كالحمار
مع العلم ان هذه القصة
حقيقيه وحدثت :
يوم الجمعة الموافق : 12 ديسمبر / 2015
تأليف : خالد السيد فراج
أكسجين حروف
أكسجين حروف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق