تعالى صوت المؤذن لإقامة صلاة
المغرب في مسجد الزاوية الصغير بشارعى ، يوقظنى من سباتى المؤقت ، اعتدلت على
الكرسى الجالس عليه فى الصف واتخذت وضعية الصلاة . سهوى فيها أصبح متكرر ، الأفكار تصير
حينها حره طليقة ، تتواثب
أمامى ثم تتجمد بعد التسليم فتتركنى فى صمتى . " الله أكبر " .. لماذا لا يمنحى هيكلى العظمى مهلة كافية
للصلاة قائما لحين موتى ، تبددت قواه طوال الخمس وثمانون عاما ، بين شقاء وسعى ،
هل للأجانب هيكل آخر غير خاصتنا يمنحهم لياقة لمدة أطول ؟ ، بالكاد أنزل من الدور
الأرضى بثقل عجيب ، لأسير كالاطفال طوال العشر خطوات للمسجد . " آمييييين " .. أنزل لأهرب من زوجة ولدى سليطة اللسان ،
تلك الحرباه المسماة أمرأه زورا وبهتانا ، أرثى حال ولدى مع تلك المسترجلة بلا
أنوثة روحا ولا مضمونا ، وشياطينها الثلاثة الذين أخذوا منها الصياح والصراخ
المتكرر ، فاذا ما ناموا ليلا شعرت بآلاف المطارق تضرب رأسك كمصنع غزل كفت
ماكيناته عن العمل فتدرك فداحه الصوت المزعج حين سكوته . " سمع الله لمن حمده " .. مرض السكر لا يمنحنى مدة أكثر من
عشر دقائق خارج دورة المياة ، لقد اخذت حرصى ودخلت قبل الوضوء
. أصابتى به جائت على كبر بعد الأربعين ، كنت لازلت قوى
البنية ، أتذكر حينما كنت مديرا لمكتب بريد أننى أهملته ولم اهتم بأخذ علاجه ،
فتفاقم ووصل لذروته ، أصاب الأعصاب لدى وأثر على الرؤية ، والنهاية أتت بفشل كلوى
فأغسل الكلى مرة أسبوعيا .. حمدا لله انها ليست مرتان . أكثر ما يطيح بنفسيتى هو أننى كمريض سكر تجاوز الستين أعامل كمريض سلس
البول ، لا اتدارك نفسى ابدا ، مع مشيتى المسنه ، وعضلات مثانتى الرهطة المتآكلة ،
تصبح دورة المياة كخط النهاية للاعب مارثون فى دقائقة الأخيرة التى يكاد يلفظ فيها
أنفاسه ، ودائما أفشل ، أثر القطرات من خلفى يفضح هزيمتى فى الحفاظ على كرامتى
أطول فترة ، رائحة المكان تصير من بعدى كمرحاض عمومى ، ولا أقوى على مسحه
. تتطاول على زوجة أبنى بم فتح الله عليها من عبارات
كالسيل المحموم ، فلا أقوى على رفع عينى أمامها وأمام أحفادى ، أسمعهم حينها
يتهامسون سخرية منى ، السكر أتلف أعصاب أذنى فلا أسمع جيدا ، فأقنع نفسى أنها
هلاوس لكى لا أجن " آميييين " .. متى بدأنا في
الركعة الثالثة ! .. السهو فى الصلاة نوع من النسيان ، الا أننى أتمنى الاصابه بمرض النسيان هذا _ لا أدرى أسمه _ الذى
ينسى المرء فيه أهله ومن سبق ، لا يتذكر الا ما يريد ، اذا تبول فلن يدرك ، اذا
أهين فلا يتألم ، إذا أختفى الجميع من حوله فلن يتحرك ، أينعم يرثى الجميع علي
حالة ، أما هو فلا يشعر بشىء البته ، إنه مرض فقدان الشعور وليس فقدان الذاكرة
. إلى متى سأنتظر الموت يأتينى برتابة حاصدا كل من حولى
ويأنف عن طرق بابى ، فليسجل أسمى في سجل الحاضرين معه وليمحينى من سجل الآجلين ،
كثرة الحياة تدعو الى السأم ، حتى الجحيم به حياة عنها . "الله أكبر " .. أستغفر الله العظيم لولا أنى أصلى خلف
إمام ماكانت تقبل لى هذه الصلاة ، كل هذه الشياطين بسبب تلك الحية التى سممت بدنى
قبل النزول ، حتى لو أخبرت ولدى بما فعلت ، لن يستطيع فعل شىء ، انها تعشق السب
واللعن والصياح كعشق أي أنثى للعطور ، اعترف أن ولدى يتحاشاها ، وأكرهه أكثر بسبب
ذلك .. وأكره عجزى المقيم عندهم " السلام
عليكم ورحمة الله .. السلام عليكم ورحمة الله " .. سأمكث لصلاة العشاء ،
ولأدخل مرحاض الجامع واتوضأ هنا ، ولكننى جائع لقد أخذت العلاج وأشعر باحتياجى
للطعام ، إرتعاشة يدى تخبرنى بدخولى لمرحلة الهبوط ، هل أطلب من أحد توصيلى للمنزل
، ولكن أين الجميع ، دوما يمكث فردا أو اثنان لحين صلاة العشاء ، يراودنى النوم أو
لعله إنسحاب الوعى قبل اغماءه السكر ، لم أعد أهتم سأنام مكانى قليلا ، وحتما
سيوقظونى قبل الصلاة .. أو سيقيموا الصلاة..قد اموت ويخبروا الجميع أنه مات مصليا
يالها من حسن خاتمة
لن يدركوا اني لم اصلى .
تمت ..
للتواصل مع الكاتبة
وسام عبد الوهاب
#أكسجين_حروف
للتواصل مع الكاتبة
وسام عبد الوهاب
#أكسجين_حروف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق