الجمعة، 17 يونيو 2016

عجـز l وسام عبد الوهاب l قصة قصيرة l أكسجين حروف




#
عجز
 تعالى صوت المؤذن لإقامة صلاة المغرب في مسجد الزاوية الصغير بشارعى ، يوقظنى من سباتى المؤقت ، اعتدلت على الكرسى الجالس عليه فى الصف واتخذت وضعية الصلاة . سهوى فيها أصبح متكرر ، الأفكار تصير حينها حره طليقة ، تتواثب أمامى ثم تتجمد بعد التسليم فتتركنى فى صمتى . " الله أكبر " .. لماذا لا يمنحى هيكلى العظمى مهلة كافية للصلاة قائما لحين موتى ، تبددت قواه طوال الخمس وثمانون عاما ، بين شقاء وسعى ، هل للأجانب هيكل آخر غير خاصتنا يمنحهم لياقة لمدة أطول ؟ ، بالكاد أنزل من الدور الأرضى بثقل عجيب ، لأسير كالاطفال طوال العشر خطوات للمسجد . " آمييييين " .. أنزل لأهرب من زوجة ولدى سليطة اللسان ، تلك الحرباه المسماة أمرأه زورا وبهتانا ، أرثى حال ولدى مع تلك المسترجلة بلا أنوثة روحا ولا مضمونا ، وشياطينها الثلاثة الذين أخذوا منها الصياح والصراخ المتكرر ، فاذا ما ناموا ليلا شعرت بآلاف المطارق تضرب رأسك كمصنع غزل كفت ماكيناته عن العمل فتدرك فداحه الصوت المزعج حين سكوته . " سمع الله لمن حمده " .. مرض السكر لا يمنحنى مدة أكثر من عشر دقائق خارج دورة المياة ، لقد اخذت حرصى ودخلت قبل الوضوء . أصابتى به جائت على كبر بعد الأربعين ، كنت لازلت قوى البنية ، أتذكر حينما كنت مديرا لمكتب بريد أننى أهملته ولم اهتم بأخذ علاجه ، فتفاقم ووصل لذروته ، أصاب الأعصاب لدى وأثر على الرؤية ، والنهاية أتت بفشل كلوى فأغسل الكلى مرة أسبوعيا .. حمدا لله انها ليست مرتان . أكثر ما يطيح بنفسيتى هو أننى كمريض سكر تجاوز الستين أعامل كمريض سلس البول ، لا اتدارك نفسى ابدا ، مع مشيتى المسنه ، وعضلات مثانتى الرهطة المتآكلة ، تصبح دورة المياة كخط النهاية للاعب مارثون فى دقائقة الأخيرة التى يكاد يلفظ فيها أنفاسه ، ودائما أفشل ، أثر القطرات من خلفى يفضح هزيمتى فى الحفاظ على كرامتى أطول فترة ، رائحة المكان تصير من بعدى كمرحاض عمومى ، ولا أقوى على مسحه . تتطاول على زوجة أبنى بم فتح الله عليها من عبارات كالسيل المحموم ، فلا أقوى على رفع عينى أمامها وأمام أحفادى ، أسمعهم حينها يتهامسون سخرية منى ، السكر أتلف أعصاب أذنى فلا أسمع جيدا ، فأقنع نفسى أنها هلاوس لكى لا أجن " آميييين " .. متى بدأنا في الركعة الثالثة ! .. السهو فى الصلاة نوع من النسيان ، الا أننى أتمنى الاصابه بمرض النسيان هذا _ لا أدرى أسمه _ الذى ينسى المرء فيه أهله ومن سبق ، لا يتذكر الا ما يريد ، اذا تبول فلن يدرك ، اذا أهين فلا يتألم ، إذا أختفى الجميع من حوله فلن يتحرك ، أينعم يرثى الجميع علي حالة ، أما هو فلا يشعر بشىء البته ، إنه مرض فقدان الشعور وليس فقدان الذاكرة . إلى متى سأنتظر الموت يأتينى برتابة حاصدا كل من حولى ويأنف عن طرق بابى ، فليسجل أسمى في سجل الحاضرين معه وليمحينى من سجل الآجلين ، كثرة الحياة تدعو الى السأم ، حتى الجحيم به حياة عنها . "الله أكبر " .. أستغفر الله العظيم لولا أنى أصلى خلف إمام ماكانت تقبل لى هذه الصلاة ، كل هذه الشياطين بسبب تلك الحية التى سممت بدنى قبل النزول ، حتى لو أخبرت ولدى بما فعلت ، لن يستطيع فعل شىء ، انها تعشق السب واللعن والصياح كعشق أي أنثى للعطور ، اعترف أن ولدى يتحاشاها ، وأكرهه أكثر بسبب ذلك .. وأكره عجزى المقيم عندهم " السلام عليكم ورحمة الله .. السلام عليكم ورحمة الله " .. سأمكث لصلاة العشاء ، ولأدخل مرحاض الجامع واتوضأ هنا ، ولكننى جائع لقد أخذت العلاج وأشعر باحتياجى للطعام ، إرتعاشة يدى تخبرنى بدخولى لمرحلة الهبوط ، هل أطلب من أحد توصيلى للمنزل ، ولكن أين الجميع ، دوما يمكث فردا أو اثنان لحين صلاة العشاء ، يراودنى النوم أو لعله إنسحاب الوعى قبل اغماءه السكر ، لم أعد أهتم سأنام مكانى قليلا ، وحتما سيوقظونى قبل الصلاة .. أو سيقيموا الصلاة..قد اموت ويخبروا الجميع أنه مات مصليا 
 يالها من حسن خاتمة 
 لن يدركوا اني لم اصلى .
  تمت ..
للتواصل مع الكاتبة

وسام عبد الوهاب

#أكسجين_حروف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تابعنا على الفيس بوك

آخر التعليقات

أتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *