"رحيل "
في غرفتها كالمعتاد و على فراشها البنفسجي الذي تحبه ، انحدرت من عينيها دمعة على الوسادة و هي تقرأ الكتاب الذي كان منسيا على إحدى أرفف مكتبتها ، مثلها تمامًا لم يلحظ وجوده أحد ؛ مغمورة عاشت و ستموت على هذا الحال ، انتهت من القراءة و أغلقته ، أغمضت عيناها و استعادت ذكرى أحلامها الوردية ؛ بكوخ صغير عند البحيرة و الكثير من الكتب و مؤلفاتها و زوج حبيب و ابنتها " رحيل " ؛ هكذا كانت لتسميها ، لطالما كانت تتألم و تصمت و تصارع الوحدة و المرض دون أن يدري بها أحد ، شحوبها و وهنها كانت تضعف يوماً عن يوم لا أحد يعلم كيف و لماذا و لم يهتموا للأمر ، حتى هي فضلت ألا تعرف السبب ، على أي حال لم يكن ذلك ليفيد بشيء ، فما نفع النكرة في هذا العالم ، كانت تشعر دوماً أنها خيال لا يرى و لا يسمع ، كانت تعلم يقيناً أنها لا شيء في خضم هذا الكون ، تلك الصغيرة التي أمضت من عمرها وقتاً طويلاً لا تحلم بشيء ، لا تأكل و لا تتكلم كانت تنام و تستيقظ لتبكي و تنام ، طوى التراب صفحتها ، و نسى العالم اسمها و كل من حولها ذهبوا و لم يذكرها أحد ، حتى أنا التي أكتب عنها أشعر بمدى سخافة الأمر ، ما المغزى من الكتابة عن من لم تحالفهم الحياة ؟ لما نذكر من كان مآلهم إلى النسيان ؟ الآلاف من البشر كان بين جنباتهم حلم لكن العالم لم يساعده ليرى النور قط ، و كأنه كتب عليهم ليأتوا و يحلموا ذاهبين إلى قبورهم بحلمهم الصغير ، أتشعرون بتفاهة الأمر ؟!
أيها القارئ عذراً على عبثية كلماتي .Samiha Ahmed
في غرفتها كالمعتاد و على فراشها البنفسجي الذي تحبه ، انحدرت من عينيها دمعة على الوسادة و هي تقرأ الكتاب الذي كان منسيا على إحدى أرفف مكتبتها ، مثلها تمامًا لم يلحظ وجوده أحد ؛ مغمورة عاشت و ستموت على هذا الحال ، انتهت من القراءة و أغلقته ، أغمضت عيناها و استعادت ذكرى أحلامها الوردية ؛ بكوخ صغير عند البحيرة و الكثير من الكتب و مؤلفاتها و زوج حبيب و ابنتها " رحيل " ؛ هكذا كانت لتسميها ، لطالما كانت تتألم و تصمت و تصارع الوحدة و المرض دون أن يدري بها أحد ، شحوبها و وهنها كانت تضعف يوماً عن يوم لا أحد يعلم كيف و لماذا و لم يهتموا للأمر ، حتى هي فضلت ألا تعرف السبب ، على أي حال لم يكن ذلك ليفيد بشيء ، فما نفع النكرة في هذا العالم ، كانت تشعر دوماً أنها خيال لا يرى و لا يسمع ، كانت تعلم يقيناً أنها لا شيء في خضم هذا الكون ، تلك الصغيرة التي أمضت من عمرها وقتاً طويلاً لا تحلم بشيء ، لا تأكل و لا تتكلم كانت تنام و تستيقظ لتبكي و تنام ، طوى التراب صفحتها ، و نسى العالم اسمها و كل من حولها ذهبوا و لم يذكرها أحد ، حتى أنا التي أكتب عنها أشعر بمدى سخافة الأمر ، ما المغزى من الكتابة عن من لم تحالفهم الحياة ؟ لما نذكر من كان مآلهم إلى النسيان ؟ الآلاف من البشر كان بين جنباتهم حلم لكن العالم لم يساعده ليرى النور قط ، و كأنه كتب عليهم ليأتوا و يحلموا ذاهبين إلى قبورهم بحلمهم الصغير ، أتشعرون بتفاهة الأمر ؟!
أيها القارئ عذراً على عبثية كلماتي .Samiha Ahmed
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق